حذّرت منظمتان غير حكوميتان في تقرير جديد، من أن العديد من الأسر السورية التي فرّت من بلادها خوفاً على حياتها تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة، وبقي أمنها وسلامتها تحت التهديد. وقال تقرير وكالة الإغاثة الدولية البريطانية (أوكسفام) ومركز الموارد للمساواة بين الجنسين (أبعاد) في بيروت، إن "غالبية الأسر السورية تشعر بالضعف داخل وخارج بلادها، فيما تتحمّل النساء العبء الأكبر من أزمة اللاجئين ولجأن إلى تدابير يائسة للبقاء على قيد الحياة". وأشار إلى أن "90% من النساء السوريةت اللاجئات اللاتي قابلتهن المنظمتان في لبنان يتخطين وجبات الطعام بانتظام لعدم وجود ما يكفي من الغذاء، ولتمكين أطفالهن وأزواجهن من الأكل". وأضاف التقرير أن اللاجئات السوريةت "يواجهن زيادة العنف المنزلي بسبب مكافحة أزواجهن من أجل التأقلم مع بيئة اللجوء ومعاناة الكثير منهم من الضغوط وشعور العجز عن أداء دورهم التقليدي كداعمين لأسرهم وحامين لها، كما أن غياب فرص العمل جعلت الأسر السورية اللاجئة تعتمد على المساعدات الإنسانية، مثل القسائم الغذائية والدعم النقدي للإيجار، وجعلت رجالها يشعرون في نهاية المطاف بأنهم خذلوا أسرهم". ووجد أن بعض الأسر السورية اللاجئة في لبنان "أُجبرت على اللجوء إلى طرق يائسة للتعامل مع الضغوط المالية وقامت بتزويج بناتها لأسباب مالية أو لجعلهن أكثر أماناً، على الرغم من المخاوف التي أُثيرت بشأن صغر أعمارهن، حيث كان من غير المألوف بالنسبة للفتيات السوريةت أن يتزوجن قبل سن 18 عاماً في بلادهن قبل اندلاع الأزمة". وقالت كوليت فيرون مديرة برنامج سورية في منظمة أوكسفام إن "الحياة تحولت رأساً على عقب للرجال والنساء والأطفال السوريين الذين أُجبروا على الفرار من بلادهم، غير أن العديد من النساء اللاجئات اظهرن شجاعة وقوة ومهارات تنظيمية في جهودهن لاعادة بناء حياة أسرهن". وأضافت فيرون أن "الضغوط الناجمة عن العيش كلاجئين تمزق العديد من العائلات السورية عن بعضها البعض وتجعل غالبيتها تفتقد إلى ما يكفي من الطعام، وهذه الضغوط تتصاعد بشكل يدفع الناس إلى التطرف، كما أن الحرب يمكن أن تبرز أسوأ ما في الناس وسمعنا روايات مثيرة للقلق عن تزايد العنف المنزلي بين أوساط اللاجئين الذين تحدثنا إليهم". ومن جانبها، قالت رولا المصري، منسقة برنامج المساواة في منظمة أبعاد "هناك توترات متزايدة في المجتمعات المضيفة في لبنان بسبب تزايد عدد للاجئين السوريين على الرغم من مساعداتها السخية، مما يجعل حياة النساء اللاجئات أكثر صعوبة". وأضافت المصري أن النساء السوريةت اللاجئات في لبنان "يتجنبن الخروج الآن بسبب المخاوف الأمنية والخوف من التحرّش الجنسي، في حين تتظاهر الأرامل علناً بأن أزواجهن على قيد الحياة في سورية لتجنّب الكشف عن أنهن وحيدات وضعيفات، كما أن الرجال والنساء والفتيات والفتيان لديهم احتياجات مختلفة ويواجهون تهديدات مختلفة ولديهم مهارات وتطلعات مختلفة.. تحتاج إلى استجابة إنسانية ملحة من قبل جميع وكالات الإغاثة".