إذا اشتريت بالأمس سهماً قيمته 20 دولاراً، ونظراً إلى هبوط كارثي في سوق الأسهم – ربما إثر حرب جديدة، أو هجوم متطرف، أو ببساطة ضمن تقلبات السوق الطبيعية – أصبحت اليوم قيمة السهم الذي اشتريته دولاراً واحداً فقط. لعل الشيء الأول الذي تفكر فيه حينها هو خيبة أملك العظيمة، ولكن في ما بعد ربما يتبادر إلى ذهنك السؤال: أين ذهبت ال19 دولاراً التي كانت تشكّل بقية قيمة سهمك؟ إن كانت ذهبت منك، فإلى من ذهبت؟ هل أخذها أحدهم أصلاً؟ نشر موقع «إنفستوبيديا» تقريراً بعنوان «عندما تهبط أسعار الأسهم... أين يذهب الفرق؟»، مثيراً تساؤلات لطالما دارت في رأس المستثمرين والمضاربين في البورصة. وقد يظن البعض أنه عند خسارة سهم ما قيمته يذهب الفرق إلى جيب آخر، خصوصاً في ظل تدهور البورصات الآسيوية الأيام الأخيرة. وفي حال عدم صحة الفرضية السابقة، أي أنه إذا خسر أحدهم يستفيد آخر، فأين تذهب الأموال الضائعة؟ يجيب الموقع في تقريره على هذا السؤال، ويقول إن «الأسهم تخسر قيمتها عندما ينخفض الطلب عليها من المستثمرين، وبالتالي تقل قيمة الأسهم، التي هي آتية من إدراك المستثمرين لقيمة هذه الأسهم، هذه هي القيمة الضمنية للأسهم، والسبب وراء كونها ضمنية هو أن المال ليس شيئاً حقيقياً بالضرورة، وإنما وسيط للتبادل». وينقل موقع «فوكس نيوز» عن الاقتصادي في جامعة ييل»، روبرت شيلر، قوله إن «قيمة الأسهم لم تكن قط تعبيراً عن كمّ من المال، إذ أن الانخفاض في قيمة السهم هي انخفاض لأفضل تخمين حول قيمة السهم، أو بعبارة أخرى، الخسارة في سوق الأسهم هي انخفاض لتوقعات المستثمرين حول إمكانات شركة ما تتيح هذا السهم، وتخضع هذه التكهنات إلى مشاعر التجار وتحليلهم الشخصي». وضرب شيلر مثالاً لشركة «قررت تقييم مصنعاً ب100 مليون دولار، ثم تراجعت وقللت قيمته إلى 75 مليون، فهذا يعني أن 25 مليون دولار تبخّرت واختفت من القيمة الضمنية للشركة، لأنها لم تعدو كونها موجودة إلا في تصور أصحاب المصنع. أما إذا تمت عملية البيع وحصلت الشركة على 75 مليوناً، فهذه هي القيمة الصريحة للمصنع». وعلى هذا، فتأتي الخسارة الفعلية، أي خسارة المال، إذا انخفضت القيمة الضمنية لسهم ما. ورجوعاً إلى المثال الأصلي: إذا اشتريت بالأمس سهماً قيمته 20 دولاراً وانخفضت قيمته أو ارتفعت، فهذا لأن المستثمرين قرروا ذلك، إذ ربما طرحت شركة منافسة منتجاً جديداً، أو حصلت كارثة طبيعية. وإن خسرت من قيمة أسهمك، فهذا يعني أن الأموال التي افترض المستثمرون إمكان جنيها، ببساطة، اختفت!