في حوار مع «الحياة» اعتبر الناطق باسم «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» تركي الشليل أن «الكلام عن استنفار الهيئة في «يوم الحب» تضخيم ومبالغة من الإعلام الأجنبي». لكنه قال: «بدأنا بتسيير فِرَق لزيارة محال بيع الهدايا والورد وغيرها، للتأكد من عدم وجود سلع تجارية تخص هذا اليوم، وأيضاً لمناصحة أصحابها والعاملين فيها في شكل أخوي وودي، في حضور رجال الأمن». وأوضح أنه في حال القبض على أي شخص يحتفل بهذه المناسبة «تتم أولاً مناصحته بالتي هي أحسن، وتبيان حقيقة هذا اليوم ووهميته، وإزالة مظاهره إن وجدت، وإن استجاب يترك في الوقت نفسه، وإن لم يستجب للنصيحة يسلم للجهات الأمنية، وهي المعنية به بعد ذلك». كلام الشيخ الشليل يؤكد أن الهيئة ماضية على نهجها السنوي في مطاردة المحبين والعشاق وقمعهم، وإن في شكل ودي، ومصادرة الورد الأحمر «الجوري»، وكل الهدايا التي تتلون بالأحمر. لم يتغير شيء، فالحب لم يزل تهمة في السعودية، والمثير أن مراكز الهيئة ستشهد اليوم توقيع العديد من محاضر الاتهام ضد مواطنين ومقيمين بتهمة الحب، وربما بدأ بعض هذه المحاضر بعبارات من نوع «وتم القبض على المذكور متلبساً بالحب»، أو «وقد شوهد المذكور وهو يحمل، والعياذ بالله، وردة حمراء»! تخيّل كيف سيستقبل الإعلام الغربي تصريحات الناطق الرسمي للهيئة، وماذا سيقول عن «القبض على من يحتفل بالحب»؟ بأي وسيلة يمكن تبرير هذه المواجهة السنوية ليوم الحب، وكيف يمكن الدفاع عن التدخل في شؤون الناس على هذا النحو الذي يعدّ سابقة في التعدي على حرية البشر، وهل من المعقول إشغال الأجهزة الأمنية عن دورها في حفظ الأمن، واستنفارها لملاحقة الناس لأنهم يشترون وردة حمراء، ويتبادلون المشاعر الجميلة؟ أحد المسؤولين في «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» قال ل «الحياة» إن «هناك أمراً سامياً ينص على مراقبة هذه الظاهرة في وقتها، ومنع ظهورها، ومصادرة ما يعرض في المحال التجارية من بضائع تمثل مظهراً خاصاً لهذا الاحتفال»، وكأنه يقول إن ما يجرى في هذا اليوم من استنفار ومطاردة للناس، والتدخل في تصرفاتهم الشخصية، هو سياسة دولة وليس توجهات الهيئة. الأكيد أن تضخيم الموضوع وتحويله الى ظاهرة خطيرة تهدد الإسلام والمسلمين، وزجه في مسألة الحلال والحرام، قضية بحاجة الى معاودة نظر.