يترقب كثير من ذوي الاحتياجات الخاصة أن تُثمر نتائج الانتخابات البلدية عن تحقيق مطالبهم وآمالهم، بمنحهم تسهيلات تيسر لهم سبل الحياة الكريمة. وطالب عدد من المكفوفين، الذين يقدر عددهم في السعودية بنحو مليون شخص، بإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الانتخابات، ودمجهم في القضايا والخطط التنموية التي تهم المجتمع، باعتبارهم «جزءاً لا يتجزأ من هذا المجتمع». وأكدوا أهمية تصميم برامج خاصة بهم توضح الانتخابات وآلية التصويت، والتعريف ببرنامج وخطط المرشحين، متمنين أن يكون المرشحين «من أهل الثقة المخلصين لوطنهم، ومن أصحاب القرار الذي يتميز بالشفافية، ويخدم المجتمع»، الذين يساعدون على تعميم تقنية الوصول الشامل لفئة المكفوفين. وقال عمر السحيباني (كفيف) ل«الحياة»: «إن فئة المكفوفين في حاجة إلى تهيئة وتسهيلات ذات صلة بالخدمات البلدية، لينطلقوا في المجتمع من دون مساعدة الآخرين»، مطالباً بإنشاء جسور للمشاة في الحي الذي يقطنه (الروضة في الرياض)، ومسارات مشاة خاصة بهم في الحدائق العامة. وأشار إلى صعوبة المشي في الطريق بجوار منزله، وسط «مستنقعات مائية وحفر». ولفت إلى أنه نجا أخيراً من السقوط في حفرة كان يمشي بجوارها، أثناء ذهابه إلى الصلاة في المسجد. ولم تمنع الإعاقة البصرية سارة المسعود، من أن تكون متعددة المواهب، فهي مبرمجة وفنانة ومؤلفة، فضلاً عن كونها مشرفة النادي الأدبي الشبابي في الرياض. وتطالب بنشر التوعية الانتخابية بين المكفوفين وجميع ذوي الاحتياجات الخاصة. وقالت سارة من واقع معاناتها: «إن حاجات الكفيف أكثر من حاجات الطفل، فأنا لا أستطيع أن أعبر الشارع بأمان، من دون مواجهة سيارة مسرعة». وأكدت سارة ضرورة «توفير إشارات ناطقة في الشوارع الرئيسة، لخدمة الكفيف». وذكرت أنها لا تستطيع أن تطلب الأكل من المطاعم، «لعدم توافر قوائم للطعام بلغة «برايل» التي يتعامل بها الكفيف»، مشيرة إلى «غياب المساواة بين الكفيف والكفيفة في تقديم الخدمات، إذ يوفر للرجال العصا البيضاء، بينما يصعب توفيرها لنا، كوننا نساء». ورحبت سحر الغامدي (كفيفة) بالمشاركة في الانتخابات، مشترطة أن «يخدم المرشح ذوي الاحتياجات الخاصة». وقالت: «سمعت وعوداً كثيرة، إلا أنها ذهبت أدراج الرياح. ولم تطبق على أرض الواقع». وشددت على أهمية دور التوعية بالانتخابات والتعريف بها بين فئة المكفوفين. وقالت سحر: «يفترض أن يدخل الكفيف إلى أي مكان من دون أن يشعر بأنه غريب أو لافت للنظر»، مؤكدة أهمية «تفعيل لغة «برايل» والبرامج الناطقة في الشوارع والإعلانات، والدوائر الحكومية والمطاعم أيضاً، حتى يتمكن الكفيف من الاستقلالية من دون الحاجة إلى المساعدة من غيره، بمعنى تطبيق تقنية الوصول الشامل لفئة المكفوفين». يذكر أنه لا تتوافر إحصاءات حديثة توضح أعداد المكفوفين في السعودية، إلا أن بعضهم يتوقع بأن عدد من يعاونون من مشكلات في البصر في السعودية يتجاوز المليون. وبحسب موقع اللجنة الوطنية الإلكتروني لمكافحة العمى، أظهر إحصاء نشر عام 2011 أن عدد المعوقين بصرياً على الصعيد العالمي، يبلغ نحو 285 مليون شخص، في ما يشكل إقليم الشرق المتوسط 6 و12 في المئة من نسبة العمى في العالم.