أقام نادي رؤية لذوي الإعاقة البصرية أول أمس برنامج «سحور في الظلام» بالتعاون مع أحد المطاعم في مدينة الدمام، شارك فيه 14 شخصا من رجال وشخصيات المنطقة البارزين، والذي يهدف إلى تجربة تناول الطعام بعد إغلاق العينين ليعيش المشارك جزءا مما يعانيه الكفيف في حياته. وأشار رئيس نادي رؤية لذوي الاعاقة البصرية لفئة الشباب محمد سعد، الى أن فكرة «سحور في الظلام» هي الاولى للنادي وقد استغرق التحضير لهذه المبادرة شهرين، مشيرا إلى أن الهدف هو تعريف الشخصيات بطرق التعامل مع المكفوفين في مقار أعمالهم سواء في الصحة أو التعليم أو غيرها من القطاعات الحكومية والأهلية والخدمية، مطالبا بتوسيع الاهتمام بالمكفوفين في جميع المجالات لكي يخوضوا حياتهم بشكل طبيعي فهم جزء من مجتمعنا، مناشداً بتوفير خدمات امكانية الوصول لفئة كفيفي البصر وهي الخدمات التي تمكن الكفيف من ممارسة حياته اليومية بسهولة وسلاسة واستقلالية، مثل وجود لوح ارشادية بطريقة «برايل» في الأماكن العامة ووجود مسارات خاصة بكفيفي البصر تمكنهم من المشي والاستدلال على الطريق. وأشار سعد، إلى أن النادي يحتضن نحو 90 كفيفاً من الجنسين ومن جميع فئات الأعمار، وأن النادي هو الوحيد على مستوى المنطقة الذي يعمل على توفير الخدمات والبرامج والفعاليات في المنطقة للمكفوفين. وكان البرنامج قد بدأ بشرح تفصيلي عبر «البروجكتر» قدمته مديرة النادي سهى الموسى تحدثت عما يقدم للمكفوفين من برامج ودورات في الحاسب الآلي والخياطة، وكذلك نشر ثقافة استخدام العصى البيضاء وإطلاق الصرافة الناطقة بالتعاون مع أحد البنوك وتقديم الدعم وتوفير الاحتياجات التي تخدم ذوي الاعاقة البصرية، وبينت أن التجربة غيرت الكثير من المفاهيم لدى المشاركين الذين كانوا من عدة قطاعات منها القطاع التعليمي والصحي والتجاري والإعلامي للفت انتباه القطاعين الخاص والحكومي . من جهته عبر الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة العمى الدكتور عبدالعزيز الراجحي قائلا: في البداية أشيد بجهود نادي رؤية ومديرة النادي الاخت سهى الموسى على هذه المبادرة والتي كان لها دور كبير في نقل جزء من معاناة إخواننا وأخواتنا المكفوفين التي يمرون بها في تعاملاتهم اليومية، فنشاط هذه الليلة يمثل جزءا بسيطا من تلك المعاناة فيما يختص بفقدان الاستقلالية عند الذهاب إلى المطاعم وذلك لعدم وجود قوائم طعام بلغة «برايل». وأشار الراجحي إلى أن تجربته لهذه المبادرة كانت مثيرة حيث أضافت له أحساسا مختلفا، مضيفاً أن هذه المبادرة نبهتني إلى العديد من الأمور والتفاصيل الجانبية التي عادة لا ندركها، منوهاً إلى أن المكفوفين لا يحتاجون إلى شفقة ولا تعاطف ولكنهم يحتاجون منا أن نوفر لهم الأدوات التي تسمح لهم بممارسة حياتهم الطبيعية وباستقلالية تامة دون الاعتماد على أحد، كما أن نظرتنا السلبية لهم في تعاملنا معهم يجب أن تتغير في المجتمع. وعبر الراجحي بقوله: نحن في اللجنة الوطنية لمكافحة العمى يسعدنا أن نشارك وندعم مثل هذه المبادرات ونشيد بعمل المسئولين عنها كما نشيد بمشاركة مطعم «كودو» في هذا النشاط ، ونأمل أن تحذو المطاعم الأخرى حذوه بتوفير قوائم الطعام بلغة «برايل».