أفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن تلوث الهواء في الصين يقتل يومياً أربعة آلاف شخص، ما يمثل 17 في المئة من مجموع حالات الوفاة في البلاد. وتشير الأرقام إلى أن مشكلة الضباب الدخاني في الصين، وخصوصاً في شرق البلاد، تزداد سوءاً. ووفقاً لتقرير جديد عن التلوث الجوي، فإن تنفس الهواء في العاصمة بكين ليوم واحد يعادل تدخين 40 سيجارة. وقامت مجموعة من العلماء من مؤسسة « بيركلي ايرث» الأميركية بقراءة وتحليل البيانات الصادرة حديثاً عن حجم التلوث الذي تعاني منه العاصمة الصينية، وكانت النتائج «صادمة». ويقول المدير العلمي ل«بيركلي إرث» ريتشارد مولر إن «تلوث الهواء أعظم كارثة بيئية في العالم اليوم. ففي بكين، يعادل مستوى التلوث الجوي تدخين كل شخص 1.5 سيجارة في الساعة، وأتوقع أن كل ساعة قضيتها هناك خفضت من حياتي 20 دقيقة». واعتمد العلماء في تقدير حجم التلوث على بيانات الأقمار الاصطناعية بشكل أساسي. وفي العام 2012، أقامت الحكومة أكثر من 1500 محطة رصد للهواء في جميع أنحاء البلاد لتزويدهم بتقارير على مدار الساعة، إذ تعاني الصين من تلوث الهواء منذ سنوات عدة. ويقوم نظام رصد الهواء بأخذ قياسات لجسيمات التلوث، بما فيها الجسميات التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرون (جزء من الألف من الميلليمتر) المعروفة باسم «بي ام 2.5»، والتي يمكن أن تخترق الرئتين، مسببةً نوبات قلبية وسكتات دماغية وسرطان الرئة والربو. لكن مصادر التلوث في بكين ليست محلية فقط، بل ينتج معظمها من تلوث آت من المناطق الصناعية البعيدة. وتُظهر التقارير أن 38 في المئة من السكان يستنشقون هواء غير صحي، وفقاً لمعايير وكالة «حماية البيئة الأميركية» (اي بي ايه). وترتفع هذه النسبة إلى 83 في المئة من السكان، إذا تم إضافة الأشخاص الذين يعانون من الحساسية ومشاكل في التنفس. وكانت منظمة «غرينبيس» المعنية بالحفاظ على البيئة في شرق آسيا أكدت في 22 تموز (يوليو) الماضي، أن الصين شهدت تحسناً متوسطاً على مستويين من ملوثات الهواء الشائعة، خلال النصف الأول من العام الحالي، وأضافت أن مستويات غاز ثاني أوكسيد الكبريت تناقصت بنسبة 18 في المئة. وقال مسؤول البيئة والمناخ في المنظمة دونغ ليانساي، في بيان، إن «تراجع استخدام الفحم كان السبب الرئيس لتحسن جودة الهواء في الآونة الأخيرة»، وصنفت العاصمة بكين ثالث أسوأ منطقة في ما يتعلق بمستوى جسيمات «بي ام 2.5»، بعدما كانت تحتل المركز الرابع في الربع الأول من العام الماضي.