أظهر مسح غير رسمي نشر أمس أن نشاط قطاع الخدمات في الصين نما في آذار (مارس) الماضي على رغم أن نمو التوظيف والمشاريع الجديدة سجل أبطأ وتيرة في ثمانية أشهر على الأقل، في دلالة أخرى على أن الاقتصاد الصيني الضعيف قد يحتاج إلى مزيد من إجراءات التحفيز. وارتفع مؤشر «أتش أس بي سي ماركت» لمديري المشتريات في قطاع الخدمات الصيني إلى 52.3 في آذار من 52.0 في شباط (فبراير)، ليبقى فوق مستوى 50 نقطة الذي يفصل بين نمو وانكماش النشاط على أساس شهري. ولكن هذه الزيادة الهامشية قوّضها نمو فاتر للتوظيف الذي هبط إلى أدنى مستوياته في 10 أشهر، ونمو المشاريع الجديدة الذي استقر أيضاً عند أدنى مستوياته في ثمانية أشهر. وتنسجم هذه البيانات مع ثلاثة مؤشرات أخرى لمديري المشتريات نشرت هذا الأسبوع وأظهرت ضعفاً مستمراً في قطاعي المصانع والخدمات في الصين الشهر الماضي، وهو يعزز التوقعات بأن على بكين اتخاذ مزيد من الإجراءات لتيسير السياسة النقدية لتفادي تباطؤ أكثر حدة. ويُتوقع أن يتباطأ نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى نحو سبعة في المئة خلال العام الحالي، ليظهر أسوأ أداء في ربع قرن مع تضرره من ركود القطاع العقاري، إذ هبطت الأسعار بوتيرة قياسية الشهر الماضي، وتباطؤ في الصادرات والاستثمار. إلى ذلك، أطلق نائب وزير الحماية البيئية وو شياو بينغ حملة تفتيش تستمر عامين للقضاء على البيانات المزورة التي تصدر عن جودة الهواء، متهماً بعض الحكومات المحلية بالتلاعب بها لتتوافق مع المعايير القومية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه الصين إلى تحسين الشفافية وإجبار المتسببين في التلوث على تقديم بيانات شاملة وفورية عن الانبعاثات الغازية. ويتصدر تلوث الجو قائمة الملفات الرئيسة للحكومة منذ أن اجتاحت موجة من الضباب الدخاني المدن في كانون الثاني (يناير) 2013. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن وو قوله إن بعض الحكومات المحلية تدفع محطات مراقبة الجودة إلى تقديم معلومات غير حقيقية عن جودة الهواء. وأضاف أن مثل هذه الأفعال تُلحق الضرر بصدقية الحكومة ووكالات حماية البيئة وجهود الرقابة البيئية، مشيراً إلى أن «ضمان صدقية البيانات هو الخط الأخير الذي لا يمكن تجاوزه». وقال إن محطات رصد جودة الهواء التي تتبع الوزارة مباشرة ستساعد في تصحيح البيانات عبر الاستعانة بمحطات أخرى. وأعلنت بكين حرباً على التلوث وتعهدت بالتخلي عن نموذج اقتصادي مضى عليه عقود لتحقيق النمو على حساب أي اعتبار آخر والذي أضرّ بمعظم موارد المياه والجو والتربة. وأظهرت دراسة أجرتها «غرينبيس» المعنية بالحفاظ على البيئة وعلماء في جامعة بكين بناء على بيانات من عام 2013 أن وفيات تتجاوز 257 ألفاً في 31 مدينة صينية سببها الملوثات الدقيقة في الجو التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، لتتجاوز التدخين كأحد الأسباب المسؤولة عن الوفيات. ولفت مكتب حماية البيئة الصيني في بيان إلى السماح لسائقي المركبات بالقيادة يوماً بعد يوم عندما تعلن المدينة تحذيراً «باللون الأحمر»، في إشارة إلى توقعات بتلوث شديد لثلاثة أيام. واستحدثت بكين إجراءات تقييد عدد سائقي المركبات في الأيام التي يشتد فيها تلوث الهواء، في أحدث مسعى للسلطات في العاصمة الصينية لمكافحة الضباب الدخاني الذي غطى المدينة في شكل متكرر خلال السنوات القليلة الماضية.