واشنطن - يو بي آي - نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن 3 مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن «الرئيس باراك أوباما يخطط للتدخل في الجدل القائم في شأن مكان محاكمة خالد شيخ محمد العقل المدبر المزعوم لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وأوضح المسؤولون ان تدخل الرئيس سيشمل ايضاً تأمين التمويل اللازم من وزارة الدفاع للمحاكمة، قبل أن تحظى جهود الحزبين لنزع التمويل المخصص للقضية ضد محمد واربعة متهمين آخرين، بزخم أكبر. وأشار هؤلاء إلى أن المسألة تتعلق بالأمن القومي وليست سياسية فقط، معلنين أن أوباما كلف وزير العدل اريك هولدر اختيار موقع المحاكمة، في محاولة منه للحفاظ على استقلالية الوزارة. لكن البيت الأبيض دفع الأمور في الاتجاه المخالف عبر الانتقادات الكثيرة التي وجّهها معارضون سياسيون ومسؤولون محليون لقرار هولدر محاكمة خالد الشيخ امام محكمة مدنية في نيويورك. ولفت المسؤولون الى أن هولدر ومستشاري أوباما أقروا بعدم إمكان حصولهم على دعم سياسي للمحاكمة، فيما أبقى هولدر احتمال اخضاع خالد الشيخ لمحاكمة عسكرية، على رغم تأكيده ان الخيار غير مفضل بالنسبة اليه على غرار القانون. وقال: «في النهاية، حيثما جرت المحاكمة، ومهما كان نوعها يجب ان نضمن تمتعها بأكبر شفافية ممكنة بالاعتماد على كل الأحكام». وكان أوباما أعلن الأحد الماضي أن خيار محاكمة خالد الشيخ في مانهاتن لا يزال قائماً. وأشارت الصحيفة الى انه في حال لم يستطع البيت الأبيض إيجاد محكمة مدنية واستمر الضغط السياسي، فستضطر الإدارة إلى اجراء محاكمة عسكرية. وأثار الجدل في شأن مكان المحاكمة ابداء مايكل بلومبرغ عمدة نيويورك ومسؤولين آخرين قلقهم من محاكمة المتهمين بهجمات 11 أيلول قرب موقع برج التجارة العالمي في مانهاتن. وانتقد بلومبرغ الخميس الماضي، التكلفة الكبيرة التي ستتكبدها المدينة لاستضافة المحاكمة والتي قد تصل إلى 200 مليون دولار سنوياً، واقترح إجراء المحاكمة في قاعدة عسكرية. على صعيد آخر، يشارك الرئيس اوباما في منتدى اميركا والعالم الاسلامي في قطر عبر كلمة مصورة ستبث غداً، علماً ان المنتدى سيشهد ايضاً إلقاء وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خطاباً قبل ان تتوجه الى السعودية. وكان الرئيس باراك اوباما دعا في خطاب تاريخي وجهه الى العالم الاسلامي من على منبر جامعة القاهرة في حزيران (يونيو) 2009، الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي. وأوضح معهد بروكينغز للبحوث الذي يشارك في تنظيم الحدث ان قادة العالم الاسلامي سيجتمعون للتحاور على مدى ثلاثة ايام مع مسؤولين اميركيين كبار وممثلين عن المجتمع وخبراء. وأضاف رئيس المعهد ستروب تالبوت: «بينما الرئيس اوباما مصمم على طي صفحة العلاقات بين الولاياتالمتحدة والمجتمعات الاسلامية في العالم، يدرس المؤتمر كيفية بناء شراكات أكثر صلابة للمساعدة في ردم الهوات العميقة في مجتمعاتنا».