أكدت مصادر يمنية متطابقة في صنعاء ل»الحياة» أمس ان المفاوضات الجارية عبر وسيط بين الحكومة والتمرد المسلح بقيادة عبدالملك الحوثي، حققت تقدماً كبيراً في اليومين الماضيين من شأنه تسريع التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب في محافظة صعدة (شمال غرب البلاد) ومنطقة حرف سفيان المجاورة والتي دخلت أول من أمس شهرها السابع. وتوقعت المصادر ان يصدر في الساعات القليلة المقبلة إعلان وقف القتال من الجانب الحكومي في ضوء موافقة الحوثي على الالتزام بالشروط الحكومية الستة وتوصل الوسيط الشيخ ناصر قرشه، أحد مشايخ صعدة، إلى صيغة توفيقية حول الجدول الزمني الذي اشترطته اللجنة الأمنية العليا لوقف المعارك. وأوضحت مصادر قريبة من المفاوضات ل «الحياة» ان الحوثي ابدى استعداده لوقف فوري للقتال، ولإخلاء المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية من عناصره وأتباعه وتسليمها الى الجيش اليمني، وفتح الطرقات التي يسيطر عليها، وإزالة المتاريس وإخلاء المنشآت والمرافق الحكومية التي احتلها مقاتلوه، وإزالة الألغام، وتسليم الجنود السعوديين الأسرى لديه إلى الحكومة اليمنية. غير أن المصادر نفسها اشارت الى تحفظات «مهمة وواقعية» وردت في رد الحوثي على اقتراحات الحكومة، واعربت عن أملها في تجاوز النقاط التي لا تزال عالقة في أقرب وقت. وفي تصريحات نشرت امس في صنعاء، أكد الوسيط قرشه ان الرئيس علي عبد الله صالح وافق أخيراً على إشراك شخصيات «حوثية» في اللجان الميدانية التي ينص عليها اقتراح الجدول الزمني لوقف الحرب، بعدما طالب الحوثي بتمثيل مواز فيها من 47 عضوا. واضاف انه تسلم من الرئيس صالح رسالة مطولة أمس نقلها الى الحوثي وتضمنت موافقته على إشراك ممثلين عن «الحوثيين» في اللجان الميدانية، بدون أن يذكر عدد هؤلاء، بالإضافة إلى شرط فتح جميع الطرقات، معرباً عن تفاؤله بنجاح وساطته التي وصفها بأنها «فعل خير». وفي هذا السياق أعلن القيادي في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم ورئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر النائب سلطان البركاني في تصريح الى قناة «الجزيرة» أمس ان حرب صعدة تعيش لحظاتها الأخيرة، متهماً أحزاب المعارضة المنضوية في «اللقاء المشترك» بتأجيج تلك الحرب. وكان الحوثي اشترط السبت الماضي للموافقة على الجدول الزمني تمثيله في جميع اللجان المقترحة وإشراك أحزاب المعارضة في اتفاق وقف الحرب كضامن لتنفيذه من قبل الطرفين. غير أن أحزاب «المشترك» نفت تلقيها أي طلب في هذا الشأن. ويرى مراقبون ان قناعة طرفي القتال بعدم جدوى الحسم العسكري وقبول الحوثي بشروط الحكومة أسهما في تقدم المفاوضات تمهيداً لاعلان انتهاء الحرب.