كشفت وزارة الصحة عن قدرتها على احتواء فايروس كورونا. بيد أنها اعترفت أنها ليست «خط الدفاع الأول». وعقدت وزارة الصحة أمس مؤتمراً صحافياً ضمن سلسلة لقاءات تعمل الوزارة على تنظيمها، لتزويد المجتمع ووسائل الإعلام بالمعلومات عن مستجدات فايروس كورونا، بوصفه «جزءاً من النهج الذي تتبعه في الشفافية». وركز المؤتمر، الذي شارك فيه أربعة من وكلاء الوزارة، على تزايد أعداد الإصابات بالفايروس في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني في الرياض، والمساعي لمحاصرته. وذكرت الوزارة فيه أنها اتخذت خطوات خاصة للاستجابة مع احتمال التفشي واحتوائه، منها: إرسال فريق استجابة سريعة فوراً إلى المستشفى، يتكون من خبراء مكافحة العدوى، للمساندة في تطبيق معايير إجراءات مكافحة العدوى بفاعلية. كما أرسلت فرقاً أخرى من اختصاصيي مكافحة العدوى إلى مستشفيات الرياض، للتأكد من جاهزيتها لتطبيق معايير مكافحة العدوى كافة. وردّاً على سؤال عن إمكان ظهور هذا الفايروس بين طلبة المدارس في الأعمار الصغيرة، أكدت الوزارة أن «زيادة الحالات تزامنت مع بداية العام الدراسي، وأقلق ذلك الوزارة، لكن المطمئن أن طلاب وطالبات المدارس ليسوا عرضة للإصابة بفايروس كورونا، كغيرهم من كبار السن»، مبينة أنه «على رغم عدم تسجل أية حالة إصابة للطلاب حتى الآن، فذلك لا يعني ألاّ نكون مستعدين لأي احتمال»، مؤكدة أن «أربعة أعوام مضت لم يسجل فيها إلا نحو 12 حالة، جميعهم مخالطون لحالات مصابة بالفايروس». وفي الشأن نفسه، قال وكيل الوزارة للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري: «إن الوزارة بدأت بالتوعية عن المرض منذ العام الماضي، وثمة خطة طموحة بين «الصحة» و«التعليم»، لإيجاد منسق صحي في كل مدرسة، قادر على تقويم الوضع، حال وجود أي أعراض للمرض». وعن استعدادات وزارته لمنع تفشي «كورونا» بين الحجاج، أوضح أن هذا هو العام الرابع، منذ ظهور «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية»، وهو يتميز بقلة الحالات، بخلاف العام الماضي، وبالاستعداد القوي لتطبيق الإجراءات الوقائية، نظراً إلى اقتراب الحج»، مضيفاً: «إن الموسم تزامن مع تسجيل حالات إصابة بفايروس كورونا». واعترف وكيل الوزارة للصحة الوقائية، في المؤتمر، بأن «وزارة الصحة لا تستطيع أن تكون خط الدفاع الأول»، من دون تضافر جهود الجهات الأخرى التي لها علاقة بالحج. وأشار إلى أنها درّبت الكوادر الصحية العاملة في مناطق الحج، وخصصت لذلك مرحلتين: الأولى تدريبهم قبل وصولهم إلى مناطق الحج، والثانية تبدأ في بداية شهر ذي الحجة في مستشفيات المشاعر، للتأكد من إتقانهم الإجراءات التي قد يتم رصدها. طائرة خاصة تناقل مغردون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» صورة شخص في طائرة، يرتدي معطفاً يحمل شعار وزارة الصحة، وفي ذيل التغريدة: «طائرة خاصة تقل اختصاصي مكافحة العدوى محمد آل منجم من # نجران إلى # الرياض للمشاركة في مواجهة تفشي فايروس # كورونا». الرياض الأكثر تسجيلاً لحالات الانتقال الأولي كشفت وزارة الصحة، أن الرياض هي المنطقة الأكثر تسجيلاً لحالات الانتقال الأولي لمرض «كورونا» في المملكة، نافية أي تدخل استخباراتي من دول معادية في انتشار المرض. وقال وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري: «إن 20 في المئة من حالات الإصابة بالمرض لها ارتباط مباشر وغير مباشر بالإبل»، لافتاً إلى أن أعراض المرض تبدأ في الظهور على الإنسان في اليوم السابع من احتضانه. وأوضح عسيري ل«الحياة»، على هامش مؤتمر صحافي عقد في وزارة الصحة أمس، أن الأشخاص المصابين بفايروس «كورونا» الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض، لا ينقلون العدوى إلى الأشخاص السليمين، مبيناً أن فترة احتضان المرض من يومين إلى 14 يوماً، ثم تظهر الأعراض على حامل الفايروس في اليوم السادس أو السابع. وقال: «إن المتهم الأول بنقل المرض إلى الإنسان، هو صغار الإبل (القعود)». وعزا عسيري تخلص كوريا الجنوبية من حالات الإصابة بالفايروس، إلى كونها حالات «ثانوية» استقبلت الفايروس من أشخاص كانوا مخالطين للإبل، مبيناً أنه «متى ما عزلت الحالات الأولية عن الأشخاص السليمين تتم السيطرة على المرض»، لافتاً إلى أن «الانتقال السريع بين البشر يتم عبر الأماكن المزدحمة وداخل المنشآت الصحية، وبين الممارسين الصحيين أثناء معالجة الحالات». واعتبر وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية منطقة الرياض «الأولى» بين مناطق المملكة، في عدد الحالات الأولية التي خالطت الإبل في شكل مباشر، «لذا زاد الانتقال في الحالات الثانوية بين أفراد المجتمع بنسبة أعلى»، مؤكداً أن نسبة الوفيات بسبب «كورونا» ضئيلة جداً، إلا أنها تزداد بين مرضى الفشل الكلوي وكبار السن. وقال عسيري: «إن أعراض المرض تبدأ من استمرار ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من ثلاثة أيام، ثم الكحة الجافة وضيق التنفس»، مشدداً على ضرورة «زيارة الطبيب للعلاج في مثل هذه الحالات». وأضاف: «إن الأبحاث الخاصة بإنتاج لقاح وقائي أو مضاد للمرض تجد طريقها إلى النجاح، إذ إنه تمت تجربة اللقاح في الولاياتالمتحدة الأميركية على مجموعة من الحيوانات وأثبت نجاحاً، بحسب مركز الأبحاث في المملكة، إلا أن اللقاح يحتاج إلى نحو عام، كي يوزع على الناس، بعد تجارب عدة على العقار». وأشار إلى أنه لا يمكن تصنيف المناطق الجغرافية للمرض وانتشاره، نافياً أي تدخل في تحور الفايروس وانتقاله من الحيوان إلى الإنسان، سواء تدخل استخباراتي من دول معادية، أم تدخل تخريبي لنشر المرض في المملكة. وأوضح أن الفايروس تحور عبر الزمن من الإبل، قبل أكثر من 40 عاماً، ومر بمراحل حتى أصبح يصيب الإنسان. .. و6 إصابات جديدة ب«الفايروس» واصل فايروس كورونا الانتشار والتوسع، على رغم كل الاحتياطات والتحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة للحد من انتشاره، إذ أصيب ستة أشخاص في مدينة الرياض أمس. بعضهم في وضع صحي «حرج». ومن بين المصابين وافدتان تعملان في المجال الصحي. فيما لم يشف أي من المصابين المُعلن عنهم. وأوضحت الوزارة في موقعها الإلكتروني أمس، أن عدد حالات الإصابة بلغت ست حالات، مناصفة بين الذكور والإناث، منهم وافد يبلغ 78 عاماً وصفت حاله ب«الحرجة»، إضافة إلى وافدتين تعملان في مجال الممارسة الصحية، حالتهما «مستقرة»، مشيرة إلى أن الحالات تشمل مواطناً ومواطنة وضعهما «حرج»، ومواطن «أربعيني» وضعه «مستقر»، مؤكدة عدم شفاء أية حالة مصابة. وبينت أن حالات الوفاة بسبب «كورونا» منذ اكتشافه في حزيران (يونيو) 2012 بلغت 1147 حالة، شفي منها 592، وتوفي 487. ولفتت إلى أن طرق انتشار العدوى تشمل الرذاذ المتطاير من المريض أثناء الكحة، أو العطاس أو الانتقال غير المباشر من خلال لمس الأسطح والأدوات الملوثة بالفايروس، ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين، إضافة إلى المخالطة المباشرة للمصابين. وأشارت إلى أن التحذيرات التي أطلقتها تشمل استخدام المنديل عند السعال أو العطس لتغطية الفم والأنف، والتخلص منه في سلة النفايات ثم غسل اليدين واستخدام أعلى الذراع وليس اليدين. يذكر أن وزارة الصحة حذّرت من مخالطة الإبل، خصوصاً حديثة الولادة التي تقل أعمارها عن سنتين، كما أكدت دراسات عدة أن طائر الخفاش يسهم كذلك في انتشار المرض.