أعلنت وزارة الصحة عن وفاة مصاب بفايروس «كورونا» في محافظة الأحساء. فيما ذكرت مصادر طبية أن المتوفى رجل (51 عاماً)، أدخل إسعاف مستشفى الملك فهد في الهفوف، إثر ارتفاع درجة حرارته وضيق في التنفس وكحة شديدة. وتبيّن خلال الفحص المخبري وجود اشتباه بأعراض فايروس «كورونا»، فتم على الفور وضعه في العناية المركزة الشديدة، لأكثر من أربعة أيام، إلى أن تم وضعه على التنفس الاصطناعي إثر تدهور صحته. وأوضحت وزارة الصحة من خلال موقعها الإلكتروني أن «المتوفى أصيب بالفايروس نتيجة اختلاطه بالإبل وإصابته بأمراض أخرى». وأظهرت الإحصاءات الطبية التي سجلتها الوزارة أن عدد الإصابات منذ حزيران (يونيو) 2012 وصل إلى 427 حالة، توفى منها 323 حالة، وتخضع تسع حالات للمتابعة الطبية الدقيقة. فيما تنفذ وزارة الزراعة بالتنسيق مع وزارة الصحة، دراسة علمية من خلال مركز القيادة والتحكم لمتابعة حالات العدوى لدول الخليج للمخالطين للإبل، ومعرفة إذا كان هناك تأثير صحي على رعاة الإبل من خلال الفحص المخبري، على رغم أنه ليس هناك ما يثبت ذلك. وأشارت الدراسات الأولية إلى أن «الإبل لديها أجسام مضادة، ومناعة عالية، وليس هناك أية حالة إصابة بالفايروس تم ضبطها، إلا حالة واحدة». بدوره، قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية البيطرية السعودية أستاذ علم المناعة في كلية الطب البيطري بجامعة الملك فيصل الدكتور أحمد اللويمي، ل«الحياة»: «إن إعلان وزارة الصحة عن وفاة مريض «كورونا» يثير تساؤلاً عن مصدر فايروس «ميرس – كورونا» من جديد، ومدى صحة ارتباطه بالإبل أو الخفاش، وعلى رغم الدلائل المتزايدة على وجود أجسام مضادة للفايروس في الإبل، وعزل فايروسات لها جانب من التطابق مع الخريطة الوراثية للفايروس المعزول من الإنسان، إلا أن أهم المنظمات الصحية والوبائية العالمية، مثل مركز الأمراض المعدية في الولاياتالمتحدة ما زالت تؤكد عدم وجود صلة مباشرة لانتشار الفايروس في الإنسان بالإبل أو الخفاش». وأشار اللويمي إلى ما شهدته المملكة شتاء هذا العام، من «انتشار الإصابة بالفايروس وتصاعد حدته، أثبت بما لا يقبل الشك أن مخاطر هذا الفايروس لا تكمن بشكل أساس في الإبل، بل في قدرته على الانتشار الأفقي بين المخالطين للمصاب، وعلى رغم أهمية النظر الجاد في علاج المصدر من خلال تطوير لقاح فعال إذا ما تم إثبات ذلك بشكل قاطع لا لبس فيه أن الإبل هي مصدر المرض». وطالب رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية البيطرية السعودية بضرورة «التأكيد على عدم صرف انتباه الجمهور لأمور جدلية، بل التركيز على تثقيفهم بالطرق الوقائية الفعالة والمؤثرة في حماية الجمهور من نشر المرض باتخاذ الاحتياطات اللازمة عند مخالطة المصابين، كما لا بد من أخذ الحيطة والحذر في تطبيق أشد الأساليب الوقائية على المصابين في مراكز العزل». وأضاف: «إن التناقص في عدد المصابين الذي شهدته المملكة أخيراً، وانخفاض حدة الجائحة يعود بالدرجة الأولى إلى الإجراءات المشددة التي اتخذت للحد من انتشار المرض، ما يؤكد فاعلية هذه الإجراءات الوقائية التي تؤكد عليها منظمة الصحة العالمية. والتأكيد على دور الإعلام في نشر الحقائق العلمية الصحيحة، والإيضاحات اللازمة لأهميتها في توعية الجمهور، ولأنها تلعب دوراً جوهرياً في نشر الثقافة الصحية». وأكد على دور مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية باعتبارها الهيئة الوطنية المختصة في دعم وتطوير بنية البحث العلمي في المملكة، وتشجيع المشاريع الوطنية في مجال علم الوبائيات لمسح شامل لأشكال الاستجابة المناعية بين الجمهور السعودي، لمعرفة مدى تعرضه للفايروس وحجم المناعة المتولدة، وتقويم المناعة الطبيعية لدى الجمهور السعودي للتعرّف على جاهزيته لمواجهة أمراض مستجدة مثل الإصابة بفايروس «ميرس – كورونا».