كشف عالم «الجيولوجيا» الدكتور زغلول النجار أن تاريخ منطقة الجوف يعود إلى 400 مليون سنه، مستشهداً على ذلك بالدراسات والأبحاث التي أجريت عن المنطقة، مشيراً إلى أن الأسماك والأشجار المتحجرة التي عثر عليها في شمال مدينة سكاكا ترجع إلى العصر «الديفوني». وأضاف خلال محاضرة نظمها نادي الجوف الأدبي في مركز الكايد الثقافي في مدينة سكاكا وأدارها رئيس النادي إبراهيم الحميد مساء أول من أمس، أن الدراسات أثبتت أهمية الجوف، كونها منطقة غنية بالمعادن الثمينة، منها الفوسفات، الذي يتوافر بمئات الأطنان في موقع الشويحطية شمال مدينة سكاكا، لافتاً إلى أن الصخور قد تحتوي على عناصر أخرى ذات قيمة مضاعف مثل اليورانيوم. وطالب بضرورة منع تصدير صخور الفوسفات للخارج نهائياً من تلك المنطقة، معللاً ذلك بأنه قد يخرج من تلك الصخور «يورانيوم»، الذي سعر الطن منه نحو 10 آلاف دولار، ما ينتج عن قرار منع التصدير بعداً استراتيجياً يحافظ على الاقتصاد القومي للبلاد. وذكر أنه من الممكن وجود النفط في الجوف، لكن يحتاج إلى مزيد من الدراسة، ولا سيما أن المنطقة لم تأخذ حقها في أعمال التنقيب طوال الفترة الماضية. وأوضح أن موقع حرة الحرة جنوب مدينة سكاكا موقع خصب للأحجار الكريمة والنادرة، ومنطقة صحراء «الطويل» في الجوف تحتوى على ملايين الأطنان من الصخور المترسبة، والرمال التي تدخل عنصراً رئيسياً في صناعة الأسمنت، والجبس، والفخار، والزجاج، والسيراميك، مؤكداً أن منطقة الجوف تعتبر من أغنى المدن العربية وفرة بالمياه الجوفية العذبة. وعن أهمية ما يعثر عليه عدد من أهالي الجوف من أسماك وأشجار متحجرة، قال: «أهميتها علمية، وليست اقتصادية، كونها تفيد العلماء في دراساتهم لتاريخ المنطقة، لذلك يجب على الجميع الحفاظ عليها، وعدم العبث بها حفاظاً على الإرث الحضاري للمنطقة». وأرجع سبب الانهيارات الأرضية التي حدثت قبل أعوام في منطقة بسيطا الزراعية في الجوف، وخلفت فجوة كبيرة بعشرات الأمتار، إلى الهدر المائي، والإسراف المفرط من أصحاب المشاريع الزراعية الكبيرة في تلك المنطقة، محذراً من استعمال مادة الجرانيت الأحمر داخل المباني، لاحتوائه على مواد مشعة تضر بصحة الإنسان. وعن سبب ظاهرة الاحتباس الحراري، أوضح أنه يعود إلى الإفراط الكبير من الناس في استخدام المواد النفطية، والفحم، والمواد الكيمائية، التي ينبعث منها الغازات الضارة، وهو ما أدى إلى ثقب في طبقة الأوزون، وصهرت ملايين الأطنان من الثلوج، نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض.