كشفت وثائق للاستخبارات البريطانية رفعت عنها السرية أن الكاتبة دوريس ليسينغ الحائزة على جائزة نوبل خضعت زهاء عشرين عاماً أثناء شبابها لمراقبة جواسيس بريطانيين كانوا يتشككون في معتقداتها الشيوعية ونشاطها المناهض للعنصرية. ولفتت ليسينغ انتباه عملاء الاستخبارات في عهد الاستعمار للمرة الأولى عام 1943 في روديسيا الجنوبية التي أصبحت الآن زيمبابوي حيث نشأت. ومنذ ذلك الحين دأب الجواسيس على التلصص عليها في أفريقيا وبريطانيا حتى عام 1964. وحصلت صاحبة «الدفتر الذهبي» (ذا غولدن نوتبوك) وهو من أكثر الروايات تأثيراً في حقبة الستينات. وتوفيت في 2013 عن 94 سنة. وجمعت الاستخبارات الداخلية البريطانية (أم آي 5) خمسة ملفات سرية عن ليسينغ تم إيداعها في الأرشيف الوطني وكشف عنها علناً أمس الجمعة. ومن بين الوثائق الأولى نسخة مأخوذة من رسالة بعث بها مسؤول في وزارة الطيران ترجع لعام 1944 في شأن الصالون الثقافي (ليفت بوك كلوب) الذي كانت تديره ليسينغ في سالزبوري -التي أصبحت هاراري الآن- مع زوجها الثاني الألماني الاشتراكي غوتفريد ليسينغ. وكتب المسؤول: «في معظم الموضوعات المناقشة هناك تنتهي عادة بالعداء لبريطانيا والرأسمالية والإمبريالية»، لافتاً إلى القلق من أن «أشخاصاً ذوي لكنة أجنبية» يختلطون في الصالون الثقافي مع أفراد من سلاح الجو الملكي. وبعد الطلاق من غوتفريد انتقلت ليسينغ في 1949 من روديسيا إلى لندن حيث اقتفى العملاء الأمنيون أثرها. وفي 1952 اهتم جهاز الاستخبارات الخارجية (أم آي 6) بزيارة قامت بها إلى الاتحاد السوفياتي ضمن وفد من الكتاب البريطانيين المنتمين للتيار اليساري بحسب ما جاء في مذكرة تضمنها ملف (أم آي 5). بدأ الاهتمام بنشاط ليسينغ يتراجع بعد تركها الحزب الشيوعي في 1956 احتجاجاً على دعمه سحق القوات السوفياتية للانتفاضة المجرية، لكن الأوراق ظلت تضاف إلى ملفها حتى عام 1964.