شهدت الحرب الباردة منتصف القرن الماضي صراعا خفيا بين أجهزة الاستخبارات العالمية، وفي حين صمتت فوهات المدافع بعد الإعلان رسميا عن نهاية الحرب في 2 سبتمبر من عام 1945، إلا أن حرب الدول العظمى، استخباراتيا، ظلت متقدة، إذ كشف كتاب جديد أن جهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي 5) عانى في تصديه لنشاطات الجواسيس السوفيات في المملكة المتحدة خلال مرحلة الحرب الباردة. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس، إن الكتاب الذي وضعه البروفيسور كريستوفر أندرو عن تاريخ (إم آي 5) وجد أن جهاز الأمن الداخلي لم يتمكن من التصدي لعمليات الجواسيس السوفيات في بريطانيا حتى مطلع السبعينيات من القرن الماضي. وأضافت الهيئة، إن كتاب (الدفاع عن المملكة) أورد أن جهاز (إم آي 5) لم يتمكن من احتواء نشاطات جهاز الاستخبارات السوفياتي (كي جي بي) في المملكة المتحدة حتى العام 1971، حين أبعدت بريطانيا 100 دبلوماسي سوفياتي، كما أخفق لسنوات عدة في تفكيك شبكة تجسس في مدينة كامبريدج كانت تعمل لصالح الاتحاد السوفياتي. وكشف كتاب البروفيسور أندرو أيضا، إن سياسيين بريطانيين بارزين استخدموا جهاز (إم آي 5) لمصالحهم الشخصية، ومن بينهم رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر، والتي أشار إلى أنها ضغطت على الجهاز الأمني لمساعدتها على إنهاء الخلافات الصناعية التي واجهت حكومتها مثل إضراب عمال المناجم. وقال الكتاب، إن ثاتشر أرادت من عملاء (إم آي 5) التعرف على جميع القادة النقابيين المسؤولين عن الإضرابات العمالية، لكن الجهاز قاوم مطالبها. وأضاف، إن وزارة الدفاع البريطانية ضغطت على الجهاز لتزويدها بمعلومات يمكن أن تستخدمها ضد الجماعات المدافعة عن السلام، مثل حملة نزع الأسلحة النووية، التي كانت تراقب الوزارة نشاطاتها خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي.