موسكو - أ ف ب - هذه بطاقة «كاي جي بي» تعود للعميل البريطاني المزدوج كيم فيلبي، وتلك رسالة كتبها جون كينيدي طالباً مبادلة جاسوس سوفياتي بطيار أميركي... وثيقتان يمكن الاطلاع عليهما في معرض ينظم للمرة الأولى في موسكو، يستعرض 90 سنة من نشاط أجهزة الاستخبارات السوفياتية والروسية من العام 1917 وصولاً إلى عهد بوتين. يقول العميل السوفياتي السابق غريغو فاردانيان متنهداً وهو يتأمل غليون كيم فيلبي: «كان رجلاً مثقفاً جداً ونال تدريباً جيداً. خدم قضيتنا حتى النهاية». وكان فيلبي العميل المزدوج توفي في موسكو عام 1988، وكان الأكثر شهرة بين هؤلاء الذين أطلق المؤرخون عليهم لقب «كامبريدج فايف». وهم كانوا خمسة طلاب يتابعون تعليمهم في جامعة كامبريدج البريطانية المرموقة، وجنّدهم الاتحاد السوفياتي في الثلاثينات من القرن الماضي ليعملوا لمصلحة موسكو خلال الحرب الباردة. ومن بين وثائق وأغراض كثيرة تعرض عقوداً من الجاسوسية في متحف الحرب العالمية الثانية في موسكو، الرسالة التي وقعها الرئيس الأميركي جون كينيدي والتي يطلب فيها مبادلة الطيار الأميركي غاري باورز الذي أسر في الاتحاد السوفياتي عام 1962 بالجاسوس السوفياتي رودولف أبيل الذي ألقي القبض عليه في نيويورك عام 1957. في هذا المعرض الذي يستمر لغاية 23 شباط (فبراير) المقبل، رسالة مشفرة لعالم الفيزياء الروسي إيغور كورتشاتوف أبي القنبلة الذرية السوفياتية والذي يبدو بحسب الرسالة مستاء جداً من أعمال فريق العلماء الذي يديره. فهو كتب في عام 1943 متوجهاً إلى الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين: «المعطيات جميعها تدل على أن من الصعب جداً حلّ هذه المسألة الحسابية، بخلاف ما يعتقد علماؤنا الذين يجهلون ما آلت إليه الأعمال في الخارج». في عام 1917 تأسست أجهزة استخبارات موسكو برئاسة البولشفي فيليكس دزيريينسكي تحت اسم «تشيكا»، ليطلق عليها في ما بعد أسماء عدة مثل «غيبيو» وآخرها «كاي جي بي». وعمدت هذه الأجهزة إلى ملاحقة معارضين واختراق دول وسرقة أسرار مثل تلك المتعلقة بالقنبلة الذرية الأميركية. ويلفت فلاديمير فولكوف أحد مستشاري جهاز الاستخبارات الخارجية الحالي «أس في آر» إلى أنه «وبفضل هذا الجهاز، امتد نطاق نفوذ أمتنا إلى أكثر من ثلث العالم». لكنه يأسف «للخسائر والهزائم التي أتت في وقت لاحق».