أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس عن قلقه الشديد حيال الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة في الأرض الفلسطينية، وبخاصة في القدسالمحتلة، واعتبرها رسالة مفادها أن «شيئاً لم يتغير في السياسة الاسرائيلية». وقال موسى خلال مؤتمر صحافي عقد أمس إن «إجراءات إسرائيل في القدس مقصود منها التعامل السيىء الخارج عن القانون، وهي رسالة تفيد بأن شيئاً لم يتغير في السياسة الإسرائيلية». واعتبر أن «إسرائيل توصل رسالة من خلال عدوانها على القدس وأهلها: بأنكم إن اعتقدتم بأن شيئاً قد تغير، فاعتقادكم غير صحيح»، لافتاً الى أن ما يجري هو رد تل أبيب على جهود السلام. وأكد موسى: «استمعت من مفتي القدس والديار المقدسة أخيراً إلى تفاصيل عن الاعتداءات الإسرائيلية. وهناك صعوبات كبيرة نتيجة السياسات الإسرائيلية تتعلق بالبناء وعمليات الشراء، والأمر ليس له ارتباط بتقصير عربي، بقدر ما أن السياسة الإسرائيلية ظالمة وتمنع رخص البناء وعمليات التطوير والإعمار وغيرها من الأمور. ومن هنا، فإن المطلوب هو التوصل إلى موقف عربي جماعي في شأن القدس لنتحرك على أساسه». جاء ذلك في حين تجددت المواجهات بين عشرات الشبان والفتية الفلسطينيين وقوات حرس الحدود الاسرائيلي ليل أمس لليوم الثاني على التوالي في مخيم شعفاط للاجئين شرق مدينة القدسالمحتلة، وهو ما أدى الى اصابة عدد من الشبان والأطفال بجروح متفاوتة. واعتقلت قوات الاحتلال عدداً من الشبان الذين رشقوا جنود الاحتلال بالحجارة وأشعلوا اطارات السيارات، فيما دارت مواجهات عنيفة في شوارع المخيم التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية. وقال رئيس لجنة الخدمات في مخيم شعفاط للاجئين خضر الدبس إن «قوات كبيرة من جيش الاحتلال يرافقها موظفو بلدية الاحتلال تتمركز على الحاجز العسكري عند مدخل المخيم منذ صباح أمس، وتسلم كل من يخرج من المخيم أو يدخل اليه مخالفات لدفع ضرائب ومخالفات أخرى متراكمة عليه». وأضاف الدبس أن «موظفي الجباية يسلمون مخالفات لدفع ضرائب غير قانونية على الخدمات غير المقدمة أصلاً من بلدية الاحتلال»، في اشارة الى بلدية القدس الاسرائيلية. وأشار الى أن «قوات كبيرة من جيش الاحتلال وما يسمى حرس الحدود تطوق المخيم منذ أول من أمس وتفتش كل مركبة تدخل المخيم وتخرج منه، إذ اعتقلت 60 مقدسياً، معظمهم من الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاماً». ولفت الى أن «المعتقلين نُقلوا إلى مركز تحقيق المسكوبية في مدينة القدسالمحتلة حيث تقرر تمديد توقيفهم حتى يوم الجمعة المقبل». يُشار الى أن 45 ألف لاجئ يسكنون في مخيم شعفاط، أكثر من 95 في المئة منهم يحملون الهوية الاسرائيلية الزرقاء، إلا أن بلدية الاحتلال تمتنع عن تقديم أي خدمات للمخيم الذي يعتبر من أكثر المخيمات ازدحاماً في الضفة الغربية. وبحسب المخطط الإسرائيلي، فإن مخيم شعفاط سيفصل عن مدينة القدسالمحتلة في شكل كامل بعد الانتهاء من بناء جدار الفصل العنصري الذي يلتهم كثيراً من أراضي الضفة ويمر قرب المخيم.