أصدر وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، قراراً بتشكيل لجنة وطنية لمكافحة مرض حمى الخرمة النزفية، تهدف إلى متابعة المستجدات المتعلقة بالمرض كافة، وكذلك المشاركة في وضع الخطط والتوصيات الخاصة بمكافحته والوقاية والتوعية به. وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد بن محمد مرغلاني، أن الوزارة بادرت مع جهات حكومية ذات علاقة باتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية والاحترازية للتصدي لمرض الخرمة، إذ تم تشكيل لجان مشتركة وفرق عمل ضمت خبراء من داخل المملكة وخارجها، «وجرى إعداد الخطة الوطنية لمجابهة الحمى التي تهدف إلى تحديد وبائية المرض الجديد، وتحديد طرق الانتقال، وتنفيذ وسائل المكافحة والسيطرة لاحتواء المرض ومنع انتشاره». ولفت إلى أن حمى الخرمة النزفية من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان والمنقولة عن طريق القُرَاد، «إذ تنتقل من الحيوان للإنسان عن طريق قرصة القراد الذي يوجد في حظائر المواشي، كما يمكن أيضاً أن تحمل الحيوانات المنزلية الأليفة، مثل: القطط والأرانب القراد الناقل للمرض»، مؤكداً عدم وجود أدلة علمية موثقة تثبت أن المرض ينتقل عن طريق البعوض. وأكد أن حمى الخرمة تعدّ من الأمراض الفيروسية النزفية، «وينتمي الفيروس المسبب لهذا المرض إلى مجموعة من الفيروسات المعروفة بالمصفرة (فيروسات فلافي) وهي قريبة في تركيبتها الجينية من فيروس آخر يسبب مرضاً مشابهاً لحمى الخرمة... ويعرف بفيروس غابة كياسانور في الهند». وألمح إلى أن التعرض للحيوانات أو لحومها أو منتجاتها يعتبر من القواسم المشتركة في معظم الحالات التي سجلت، «وعليه فإن الأكثر عرضة للإصابة هم الأشخاص الذين لهم اتصال مباشر بالمواشي مثل الرعاة، ومَن يتعاملون مع اللحم النيئ (غير المطهو) مثل الجزارين والعاملين في المسالخ، إضافة إلى ربات المنازل والخادمات، وكذلك الحجيج ومخالطيهم عبر ذبحهم للهدي، وجميع مَن يتناولون الألبان مباشرة من الحيوانات من دون غليها أو معالجتها (الألبان غير المبسترة)». وأشار مرغلاني إلى أن الخط الأول للوقاية يتمثل في التأكد من سلامة الماشية، وتجنب الاحتكاك غير الضروري معها أو منتجاتها، مع التعامل الحذر مع الماشية المريضة، إضافة إلى ارتداء قفازات عند التعامل مع اللحوم النيئة غير المطهوة (مثلاً عند إعداد الطعام)، مع أهمية الكشف الدوري على المواشي للتأكد من خلوها من القراد، ومن ثم استعمال المبيدات الحشرية المناسبة للحيوانات، إضافة إلى تحاشي شرب أي نوع من أنواع الحليب أو اللبن غير المبستر (مباشرة من المواشي). وكان فريق خبراء من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولاياتالمتحدة الأميركية يرافقهم وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش، ومسؤولين من الوزارة، أجروا زيارة ميدانية لمدينة جدة اطلعوا خلالها على المختبر الإقليمي، واستمعوا لشرح مفصل عن التجهيزات وإمكانات التحاليل المتخصصة بمرض الخرمة. وزار الفريق بعض حظائر المواشي في منطقة الخمرة جنوب منطقة جدة بمرافقة مندوبي وزارة الزراعة، إذ اطلعوا على الأسلوب المتبع في تربية المواشي، كما أخذوا عينات من القراد الموجود في مبيض المواشي، التي تعد الناقل لمرض الخرمة حتى الآن.