تكثف السعويات نشاطهن التوعوي في التجربة الثانية لهن في المشاركة السياسية، بعد مشاركتهن في مجلس الشورى في دورته الحالية، إذ يحرصن على أن تكون هذه التجربة ناجحة من خلال العمل على وضع برنامج متكامل من ورش العمل للتوعية بأهمية المشاركة في الانتخابات البلدية في مختلف االمدن والمناطق السعودية. وتراهن السعوديات في ما بينهن على نجاح التجربة باعتبارها التجربة الأولى على مستوى البلديات وخدمة المجتمع، والثانية بعد مشاركتهن في انتخابات مجالس الغرف التجارية، والتي بدأت قبل نحو العشر سنوات وتحديداً في 2005. هذا الراهن يتخلله التخوف خصوصاً بعد تجارب انتخابات الغرف التجارية التي لم تحقق فيها المرأة نسبة عالية من النجاح، على رغم نجاح تجربتها الأولى والثانية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وفشلها في الدورة الأخيرة. وترى المدربة المتطوعة في جمعية النهضة النسائية عضو مراكز الأحياء في جدة الدكتورة آمال العبادي أن هذا التخوف متوقع، وتبرر ذلك بقولها ل«الحياة»: «المرأة ستجد نفسها وجهاً لوجه أمام شرائح المجتمع بوجه العموم»، لكنها تستدرك: «المرأة السعودية قادرة على خوص التجربة الانتخابية للمجالس البلدية، وليس هناك داعٍ لتخوف البعض منهن، لاسيما وأن اللوائح والأنظمة الجديدة تضمن لهن النجاح في تجربتهن الأولى». وتضيف العبادي: «إن إقبال المرأة السعودية على المشاركة وحضور الدورات وورش العمل التعريفية والتوعية بالانتخابات البلدية في تزايد مستمر، ومع أن أول لقاء عقد في مدينة جدة لم يحظَ بحضور كبير، إلا أن العدد ارتفع بشكل متصاعد في اللقاءين التاليين، ومن المتوقع استمرار ارتفاع معدلات إقبال المرأة على هذه الورش التوعوية في اللقاءات اللاحقة». وتشير عضو مراكز الأحياء في جدة إلى أن الورش تعقد بالتنظيم مع مراكز الأحياء الموجودة في محافظة جدة، وجميع المدن السعودية، وتلفت النظر إلى أن هناك خلطاً في المفاهيم حول الانتخابات البلدية وعمل المجلس البلدي لدى بعض سيدات المجتمع، وتستطرد: «هذا ما دفعنا إلى تكثيف ورش العمل التوعوية بحيث نستطيع الالتقاء بالسيدات أكثر من مرة خلال الفترة التي تسبق مرحلة البدء الفعلي للانتخابات». وتنوه المدربة المتطوعة في جمعية النهضة النسائية إلى أهمية توعية المرأة، وتقول: «المرأة هي المربية، ويمكن من خلالها نشر التوعية لعائلتها والمحيطين بها، وفي الوقت ذاته فالمرأة يمكنها إيصال صوت سكان حيها للأمانات بنسبة 70 في المئة بحكم ارتباطها وعلاقتها الاجتماعية بمجاوريها وسكان الحي». واختتمت العبادي تعليقها بالتأكيد على أن ورش العمل التي أقيمت ركزت على أهمية التصويت للمرشح بناء على ما يقدمه في برنامجه الانتخابي لأبناء حيه، حرصاً على تحقيق المصلحة العامة، إضافة إلى شرح طريقة عمل المجالس البلدية.