افتتح المغني العالمي شارل أزنافور مهرجان البترون الدولي في شمال لبنان مساء أول من أمس بحفلة حضرها أكثر من خمسة آلاف شخص بينهم شخصيات سياسية واجتماعية. واعترف المغني الفرنسي – الأرمني خلال الحفلة بأن حاسّتي السمع والنظر «شاختا» مع تقدّمه بالعمر، على رغم أن «كثراً من الفنانين الذين يبلغون السن نفسها لا يعترفون بهذا الشيء». وبعد غياب استمر 10 سنوات عن لبنان ومسارحه، عبّر أزنافور عن فرحه بالمجيء مجدداً إلى هذا البلد الذي لا يموت على رغم كل الأزمات المحيطة به. غنى أزنافور أجمل أغانيه التي أعادت إحياء زمن جميل في ذاكرة الحاضرين. وشهدت الأمسية تفاعلاً بين الفنان، الذي غنى ورقص فرحاً على المسرح، والحاضرين، وقدم خلالها أغاني خالدة من أرشيفه الكبير، كما أدى أغاني للمرة الأولى من ألبومه الجديد الذي أطلقه أخيراً تزامناً مع عيده ال 91 الذي احتفل به في أيار (مايو) الماضي، وتمحور حول مواضيع الحرب والمقاومة إضافة إلى الأماكن التي زارها المغني والبلاد التي سافر إليها، وكما قال، هذا الألبوم يشكل سيرته الذاتية. ولد أزنافور في 22 أيار في باريس في أسرة أرمنية هاجرت قسراً إلى فرنسا وأصبح واحداً من الفنانين الأكثر شعبية في البلاد وخارجها. بدأ الغناء عندما كان في التاسعة من العمر وما زال مستمراً. وذات مرة، سمعته المغنية إديث بياف يغني وقررت أن تأخذه في جولاتها الغنائية في فرنسا والولايات المتحدة، فانطلق في مسيرته الفنية إلى حين وصل بعضهم فيه إلى تلقيبه ب»فرانك سيناترا الفرنسي». كتب أكثر من ألف أغنية له ولفنانين آخرين وشارك في إنتاج أكثر من مئة ألبوم وألّف مسرحيات موسيقية وأدى أدواراً في أفلام أنتجت في ستينات القرن الماضي. يجيد أكثر من خمس لغات هي الفرنسية والروسية والإنكليزية والأرمينية والإيطالية والإسبانية. حصلت أغنيته «هي» She على المرتبة الأولى لأعلى مبيعات في المملكة المتحدة في السبعينات، ومنحه الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان المواطنة الفخرية. على رغم أن صاحب أغنية «لا بوهيم» في ال 91 من العمر، ما زالت روح الشباب والعطاء تغلب الشيخوخة التي تظهر بين طيات وجهه المجعد الذي يبتسم طوال الوقت لكل كبير وصغير.