عن سلسلة الفنون الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب في مصر صدر كتاب «أدباء العالم والسينما» للناقد السينمائي سمير فريد. وأهدى فريد الكتاب إلى الروائي الأشهر في تاريخ العرب نجيب محفوظ على رغم أنه لم يتصد لأي من رواياته التي تحولت إلى أفلام أو لأي رواية عربية أصلاًً فالكتاب في الحقيقة لا يعدو كونه، مجموعة مقالات متفرقة كتبت خلال فترة زمنية طويلة (1968 الى 2001) وبالتالي فليس هناك ضمنه منهج في تناول العلاقة بين الرواية والسينما، كما أن المساحة التي يفردها الكاتب للحديث عن تاريخ المخرج والجوائز التي نالها الفيلم وإيراد معلومات عن الممثلين وأجواء التصوير تفوق أي مساحة كرست الحديث عن الأديب صاحب العمل الأدبي الأصلي إضافة الى ان ما تفرضه طبيعة المقالات النقدية من سرد لقصه الفيلم يضيف عبئاً جديداً على القارئ قبل أن يصل إلى ضالته. وكان ينبغي تنقيح المقالات سواء بالحذف أو الإضافة بما يغني القضية الأساسية للكاتب ولعل المثال الأوضح هنا ما يكتبه الناقد مثلاً عن فيلم «العهد» من إخراج «شون بين» عن رواية الكاتب السويسري فريدريش دوونمات. إذ يبدأ الكاتب بالحديث عن شون بين المخرج والممثل وعن مشاركة أفلامه في المهرجانات المختلفه ثم يأتي على مؤلف الرواية فيفيه حقه من التعريف، والفقرة مهمة هنا، على رغم اعتراف الناقد أنه لم يقرأ الرواية (!) لكن الواضح أن الزوجين بيرجن وماري كرومولسكي اللذين كتبا السيناريو ونقلا مكان الأحداث من سويسرا إلى أميركا وما استتبع ذلك من تفاصيل، جعلا الفيلم أميركيّاً خالصاً ولم يتعاملا مع الرواية كمحاكاة ساخرة للرواية البوليسية، بل ولم يتعاملا معها كرواية بوليسية وإنما استخدما الرواية للتعبير عن قضيه العدل التي تشغل بال صانع الفيلم. بعد ذلك يبدأ الكاتب بحكاية الفيلم مشهداً، مشهد في ثلاث صفحات كاملة من دون أي داع. مهما يكن فإن ميزة هذا الكتاب تكمن في أنه يوفر للقارئ غير المتخصص متعة ثقافية تمكنه من العيش لحظات في أفكار أهل الأدب والسينما خصوصاً، وأن الكثير من الروايات والقصص القصيرة والمسرحيات التي اختارها الكاتب تتضمن أحداثاً تاريخية عن ثورات وحروب وحياة شعراء وفنانين ما يعطي قيمة ما للكتاب ويوفر متعة معينة للقارئ. كما تضمن الكتاب صوراً نادرة للأفلام من أرشيف الكاتب أضفت روحاً من الحيوية والوثائقية على كتاب كان في حاجة لها.