فرض تنظيم «داعش» تعتيماً إعلامياً على الرقة عاصمة «خلافة» أبو بكر البغدادي في شرق سورية، في وقت انشق عنصران أمنيان من التنظيم في دير الزور المجاورة، بالتزامن مع استمرار تراجع «داعش» أمام قوات النظام والمقاتلين الأكراد في الحسكة. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس ان «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين من طرف، وعناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» من طرف آخر في حي الزهور في المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، وسط تمكن قوات النظام من التقدم فيها والسيطرة على الحي، وحصر التنظيم عند المداخل الجنوبية للمدينة». وأسفرت الاشتباكات عن مصرع 7 عناصر على الأقل من تنظيم «الدولة الإسلامية» تم سحب جثثهم من قبل قوات النظام، كذلك انفجرت عبوة ناسفة في قرية الصلالية بريف مدينة الحسكة الشرقي. واشار الى ان «قوات الأمن الداخلي الكردية» (الأسايش) لا تزال «تعتقل عضو لجنة الدائرة في حزب الوحدة الديموقراطي الكردي في سورية وعضو آخر في الحزب، منذ أيام، حيث كانت قد اعتقلت قوات الأسايش أكثر من 10 مواطنين خلال الأيام الأربعة الماضية، واقتادتهم إلى جهة مجهولة». وقالت قوات الأسايش في بيان أصدرته أن «الاعتقالات جاءت بناءً على معلومات وتحريات أمنية خاصة قام جهاز الأمن العام التابع لقيادة قوات آساييش بمتابعتها وأن المعتقلين عصابات مسلحة تعمل على زرع الفتنة وتتعامل مع جهات خارجية». وقتل رجل وجرح سبعة آخرون جراء الانفجارين اللذين وقعا في مدينة القامشلي أول من أمس ونجما من انفجار عبوتين ناسفتين مزروعتين في دراجتين في منطقتي شارع الكورنيش بمدينة القامشلي، وسوق الغنم عند أطراف المدينة. في الرقة، قال «المرصد» ان «أمنيين» في تنظيم «الدولة الإسلامية» دهموا عدداً من مقاهي الأنترنت في عاصمة التنظيم وفتشوها، وقاموا بإغلاق 4 مقاهي كانت لا تزال شبكات «واي فاي» موجودة لديها، وتبث إلى منازل مجاورة للمقاهي، لافتاً الى انه «تم إنذار مقاهي أخرى بوجوب فك كل النواشر التي تبث شبكة الأنترنت إلى المنازل المجاورة للمقهى، وأن تكون الشبكة حصرية داخل المقهى». وكان أمنيون في «داعش» دهموا مقاهي انترنت في مدينة الرقة، وفتشوا هذه المقاهي وروادها المتواجدين بداخلها، إضافة لقيام التنظيم بفك المناشر (واي فاي) التي تبث شبكة الانترنت إلى المنازل المجاورة لمقاهي الانترنت، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تعميم القرار الذي وزعه التنظيم في 19 الجاري، من أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أعطى أصحاب مقاهي الإنترنت مهلة أربعة أيام لإزالة كل النواشر التي تعطي شبكة إنترنت إلى المنازل المحيطة بهذه المقاهي، ونبّه التنظيم أصحاب المقاهي، بوجوب إلغاء اشتراكات المنازل التي تبث إليها شبكة الانترنت حتى الاشتراكات الخاصة بعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية». وقال «المرصد» ان التنظيم «يحاول من خلال هذه الخطوة، القيام بعملية تعتيم إعلامي على ما يجري داخل مدينة الرقة واعتقال كل من ينشر أخبار التنظيم، عبر تسيير دوريات ومداهمات متتالية لمحلات الانترنت وتفتيشها بحثاً عن ناقلي الأخبار وناشريها، ومحاولة قطع التواصل بين عناصر التنظيم غير السوريين وذويهم خوفاً من عودتهم، أو أن يكون بعضهم الآخر مخترقاً أمنياً ويتواصلون عبر شبكات الانترنت هذه مع أجهزة الاستخبارات التي يعملون لصالحها». وعثر تنظيم «الدولة الاسلامية» على جثتي عنصرين اثنين من عناصره من جنسيات غير سورية، أحدهم من إحدى الدول المجاورة لسورية، مقتولين طعناً بأداة حادة، وتم إلقاؤهما، على أطراف نهر الفرات في مدينة الطبقة، التي يسيطر عليه التنظيم. وحاول كثيرون من عناصر التنظيم من جنسيات غير سورية الفرار من التنظيم والعودة إلى بلدانهم، بعضهم تمكن من اجتياز الحدود السورية – التركية، والبعض الآخر تم إعدامه، وآخرون جرى اعتقالهم، مثل بطل العالم في الملاكمة الألماني فالديت جاشي، الذي اعتقله التنظيم وذلك أثناء محاولته الفرار مع مجموعة أخرى من مناطق يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب الشمالي، بحسب «المرصد». وفي دير الزور المجاورة، أُفيد بأن عنصرين من «أمنيي الدولة الإسلامية» يتحدران من قرية سفيرة تحتاني الواقعة في الريف الغربي لدير الزور، تمكنا من الفرار من التنظيم بعد انشقاقهما عنه، حيث أكدت مصادر ل «المرصد» أن العنصرين اصطحبا معهما مبلغاً مالياً يعادل 30 ألف دولار أميركي وتوجها نحو الحدود السورية - التركية، عبر مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية في ريف حلب، حيث اعتقلتهما حركة إسلامية واقتادتهما إلى جهة مجهولة، كما أن أحد «الأمنيين في التنظيم» اللذين فرا، هو شقيق شرعي في تنظيم «الدولة الإسلامية» بريف دير الزور الغربي، ولا يزال مصيرهما مجهولاً حتى الآن. وأشار «المرصد» الى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أعدم رجلاً من قرية الحصان بريف دير الزور الغربي بإطلاق النار عليه وذلك بتهمة «تهريب المواد الغذائية إلى مناطق سيطرة النظام»، حيث تم صلبه وعلق على صدره ورقة كتب عليها «هذا جزاء من يعين النظام النصيري ( في اشارة الى النظام السوري) ولو بشربة ماء». ولا يزال التنظيم مستمراً في حصار مناطق سيطرة قوات النظام بمدينة دير الزور منذ مطلع لعام 2015، حيث قتل عدد من المواطنين وأصيب آخرون بجراح أثناء محاولتهم الوصول إلى داخل هذه الأحياء أو الخروج منها. كما نفذ التنظيم أول من أمس «حد الرجم» بحق مواطنة من قرية هجين بريف دير الزور الشرقي وذلك بتهمة « الزنا» في ثاني حادثة من نوعها بعد رجم امرأة في الرقة في 17 الشهر الجاري. في الوسط، قال «المرصد» ان مروحيات النظام ألقت ثلاثة براميل متفجرة على مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي ما ادى لسقوط جرحى، حيث يشهد الريف الشمالي لحمص منذ أسابيع قصفاً مكثفاً من قبل قوات النظام ومروحياتها على عدة مناطق فيها، في وقت استمرت «الاشتباكات العنيفة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف، وقوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من طرف آخر في منطقة الدوة بريف تدمر الغربي، وسط تقدم للتنظيم ومعلومات عن سيطرته على أجزاء واسعة من المنطقة».