أفاد تقرير حقوقي ليلة الإثنين - الثلثاء بأن تنظيم «داعش» فقد اثنين من قادته الكبار هما والي ولاية البركة (الحسكة) والوالي السابق لولاية الخير (دير الزور) في ضربة جوية شنتها طائرات يُعتقد أنها تابعة للتحالف في شمال شرقي البلاد، في وقت فشل النظام السوري في استعادة أحياء سيطر عليها «داعش» في مدينة الحسكة على رغم شن طائراته عشرات الغارات واستقدامه تعزيزات عسكرية ضخمة في محاولته طرد التنظيم من هذه المدينة التي يتقاسمها مع «وحدات حماية الشعب» الكردية. وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قياديي «داعش» قُتلا صباح الإثنين في غارات شنتها طائرات حربية على مناطق في محافظة الحسكة التي يحاول التنظيم أن يتقدم فيها ضد النظام والأكراد، علماً أن طائرات التحالف غالباً ما تتدخل لدعم الطرف الأخير (الوحدات الكردية). ونقل «المرصد» عن ناشطين في محافظتي الحسكة ودير الزور إن القيادي الأول هو «أبو أسامة العراقي» والي «ولاية البركة» (الحسكة) الذي يُعتبر «أحد أبرز القيادات الجهادية التي دخلت إلى سورية آتية من العراق في أواخر العام 2011، كما كان له الدور الأساسي في الانقسام الذي حصل في نيسان (ابريل) عام 2013 ما بين جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية عندما أعلن عن تشكيل الدولة الإسلامية في العراق والشام». وتابع «المرصد» أن القيادي الثاني هو عامر الرفدان الوالي السابق ل «ولاية الخير» (دير الزور) والذي «لعب الدور الرئيس في سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على محافظة دير الزور، مسقط رأسه، قبل أن يتم نقله منها لتولي مناصب قيادية في العراق، بعد الخلافات التي حصلت داخل التنظيم في محافظة دير الزور على أن الوالي يجب أن يكون من «المهاجرين» لأنهم الغالبية ضمن مقاتلي التنظيم في المحافظة». وأشار «المرصد» إلى معلومات «عن مقتل قيادات أخرى من عناصر التنظيم في الغارات التي نفذتها طائرات التحالف على مناطق في محافظة الرقة» خلال الساعات الماضية. ولم يصدر عن «داعش» تعليق على معلومات «المرصد» عن مقتل القياديين الإثنين في الحسكة. وكان الموقع الإلكتروني ل «المرصد» تعرض قبل أيام للقرصنة من جماعة تزعم أنها مؤيدة ل «الخلافة» قامت بمحو بياناته ونشر صورة مديره رامي عبدالرحمن بلباس الإعدام البرتقالي وبجانبه «قاطع رؤوس». وقال «المرصد» في بيان أمس إن مجلة «دابق» التي يُصدرها «داعش» وصفت عبدالرحمن في عددها الأخير بأنه «مرتد». في غضون ذلك، ذكر «المرصد» أن «قوات النظام فشلت في استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدينة الحسكة خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة». وتابع أن التنظيم فقد فقط سيطرته على حي النشوة الشرقية الذي استولى عليه مع حيي الشريعة والنشوة الغربية في 20 حزيران (يونيو) الفائت، مضيفاً أن «داعش» تمكن، في المقابل، «من توسيع سيطرته في المدينة في حي حوش الباعر المعروف بحي الزهور ومناطق من أحياء غويران والليلية والمدينة الرياضية والمدخل الجنوبي للمدينة، ومناطق أخرى في الأطراف الجنوبية للمدينة من بينها سجن الأحداث القيد الإنشاء، وذلك على رغم تنفيذ طائرات النظام الحربية والمروحية أكثر من 90 ضربة جوية، واستقدامه مئات المقاتلين من الحرس الجمهوري، وقوات النخبة في النظام، وترؤس ضابطين مهمين في النظام للعمليات في الحسكة، هما اللواء محمد خضور والعميد عصام زهر الدين». وأشار «المرصد» إلى أن المواجهات في الحسكة أسفرت عن مقتل وجرح 200 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، لافتاً إلى أن «داعش» فجّر «ما لا يقل عن 17 عربة مفخخة استهدف معظمها قوات النظام والمسلحون الموالون لها في المدينة وأطرافها». وزاد: «قُتل من التنظيم أيضاً إضافة لمفجري العربات المفخخة، 70 عنصراً على الأقل بينهم ما لا يقل عن 15 مقاتلاً طفلاً دون سن ال 16 في المعارك التي سمّاها التنظيم: غزوة أبي سهيل الأردني». وشن الطيران الحربي أمس غارات على مناطق في حي النشوة الغربية بمدينة الحسكة، فيما قصفت مدفعية النظام محيط منطقة الداوودية وحي الزهور ومحيط سجن الأحداث جنوب الحسكة، وفق ما أورد «المرصد» الذي أشار أيضاً إلى «معلومات عن قيام عناصر التنظيم (الدولة) بسرقة ممتلكات مواطنين من منازلهم (في الحسكة) بحجة موالاتهم للنظام». ونقل «المرصد» معلومات أمس عن إرسال «داعش» تعزيزات عسكرية تتألف من قرابة 100 مقاتل من الجنسية السورية من دير الزور للمشاركة في القتال الدائر في مدينة الحسكة ومحيطها. وفي محافظة الرقة المجاورة، ذكر «المرصد» أن 3 طائرات حربية يُعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي نفذت ضربات عدة «استهدفت منطقة الفرقة 17 ومحيطها في شمال مدينة الرقة، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية ... حيث شوهدت سيارات الإسعاف تتجه من منطقة القصف في شمال المدينة نحو المستشفيات بمدينة الرقة». وفي محافظة حمص بوسط البلاد، تحدث «المرصد» عن «اشتباكات عنيفة» بين قوات النظام وحلفائه وبين عناصر «داعش» في محيط منطقة تدمر، وسط «معلومات عن تقدم جديد لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة». أما في شمال البلاد، فقد «قصف الطيران المروحي بالحاويات المتفجرة صباح اليوم (أمس) مدينة الباب وبلدة قباسين بريف حلب الشمالي الشرقي» ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 17، وفق «المرصد» الذي لفت إلى أن المنطقة المستهدفة خاضعة لسيطرة «داعش» وهي تشهد منذ أربعة أيام قصفاً من الطيران المروحي بالحاويات المتفجرة ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا. وفي ريف دمشق، نفّذ تنظيم «الدولة الإسلامية» حد «السرقة» على رجل في وادي بردى وذلك بقطع يده وسط تجمهر عدد من المواطنين، على ما أفاد «المرصد».