جدّد الأردن اعتبار فلسطين القضية المركزية له، وان أخطر التحديات التي تواجهها المنطقة هي «التيارات الظلامية التكفيرية»، وان «الأردن في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب والتطرف(...) في مواجهة شاملة». جاء ذلك في خطابين لرئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ونائبه وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، خلال افتتاح «مؤتمر الأردنيين في الخارج» برعاية الملك عبدالله الثاني. وتستمر فعاليات المؤتمر تحت شعار «الأردنُّ يجمعُنا» ثلاثة أيام في البحر الميت. وقال النسور أن هذا المؤتمر جاء تجسيداً للتوجيهات الملكية بحض الحكومات المتعاقبة، على أولويّة تعزيز التواصل مع الأردنيين في الخارج وتوثيق ارتباطهم مع وطنهم. وعبّر عن أمله بأن «يشكّل المؤتمر مجالاً مهمّاً لتبادل الأفكار والرؤى والخبرات (...) ما يؤدي إلى الإرتقاء بالخدمات المقدمة للأردنيين المغتربين، وتعزيز مشاركتهم في مسيرة التنمية الشاملة». وأوضح أن الحكومة وضعت، من خلال وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، خطة استراتيجية للعمل مع المغتربين للأعوام (2014-2018). ولفت الى ان «الأردن حدّد موقعه المتقدّم، في الدفاع عن الإسلام، وصورته ووحدة مكوّناته»، مؤكداً أن «الأردن يبرز اليوم، وانطلاقاً من هذه القِيَم، وصوناً لمصالحه ومصالح أمته وأمنه واستقراره، في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب والتطرف، وندرك أنها مواجهة شاملة، يقوم فيها جيشنا العربي بدوره المشهود بكل كفاءة، ويمنع تمدد العصابات الإجرامية، وتسهر عيون أجهزتنا الأمنية لمنع تسللها إلى داخل بيتنا الآمن المستقر». وأكد النسور أن قضية فلسطين هي قضية الملك وشغله الشاغل في كل محفل ومنبر، نظراً «لعدالة قضية شعب فلسطين وحقه في دولته ومقدساته وحقه قبل كل شيء في كرامته كباقي أمم المعمورة». من جانبه أشار جودة الى «أهمية انعقاد هذا المؤتمر، الذي أراده الملك منبراً للتواصل والحوار واللقاء، وتعزيزاً لدور الأردنيين المغتربين، وتأكيداً لشراكتهم». وأضاف إنه «وفي ظل ما تواجهه منطقتنا من تحديات واستهداف، وأخطرُها تحدي التيارات الظلامية التكفيرية، يقوم المغتربون الأردنيون بدورهم المنشود، بالتعبير عن الصورة الحقيقية للإسلام الواحد المستنير المعتدل، الذي يؤمن بالانفتاح والتواصل والحوار». وقال إن «القضية الفلسطينية كانت دائماً وأبداً تتصدر اهتمامات الملك وجهوده» مؤكداً «حرص الملك على (تحقيق) حق الشعب الفلسطيني المقدّس، بإقامة دولته المستقلة، على ترابه الوطني، وعاصمتها القدسالشرقية، والاستمرار في الدفاع عن حقّ اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض بوصفه حقاً مقدّساً، وغير قابل للتأويل». وسيستعرض المؤتمر مواضيع وقضايا ضمن 4 محاور رئيسية أبرزها المحور السياسي، الذي يسلط الضوء على نجاح الأردن واستقراره السياسي والأمني ودوره البارز في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، كما يعرض أهم الإنجازات في مسيرة التحديث والإصلاح الشاملة وعملية ترسيخ الديموقراطية. والمحاور الثلاثة الأخرى التي يستعرضها المؤتمر هي: المحور الاقتصادي، ومحور الأردنيين في الخارج، ومحور البعثات الأردنية في الخارج.