استقبلت المدن الفلسطينية شهر رمضان رافعة شعار «مدن دون جياع»، وهو عبارة عن مبادرة تعتمد على التكايا لمساعدة المحتاجين. والتكية هي من الأبنية الدينية المهمة التي ترجع نشأتها إلى العصر العثماني، وأنشئت خصيصاً لإيواء المنقطعين للعبادة من المتصوفة، ومساعدة عابري السبيل. ومن هذه التكايا «تكية الإبراهيمية» في الخليل التي تعود إلى زمن صلاح الدين الأيوبي، وتقدم وجباتها على مدار العام، ولا سيما في شهر رمضان. وافتتحت محافظة بيت لحم تكية «مريم العذراء» التي تقدّم أكثر من ألف وجبه إفطار يومياً، من قبل متطوعين من المسلمين والمسيحيين دليلاً على التعايش المشترك بين الديانات في فلسطين. أما تكية «نابلس الخيرية» فافتتحت قبل أربع سنوات، وهي تتبع لإدارة لجنة زكاة مدينة نابلس، وتقدم ما يزيد عن ألف وجبة يومياً لفقراء المدينة ومخيماتها، وذلك وفقاً لقائمة لجنة الزكاة. وشكلت تكية «خاصكي سلطان» على امتداد قرون من الزمن ملاذاً للفقراء في مدينة القدس، وتقدم للآلاف يومياً وجبات طعام في شهر رمضان. وتعتمد هذه التكيات على مساهمات من فاعلي الخير في فلسطين والدول العربية والإسلامية. وأطلقت عشرات الحملات، لتعزيز دور الشباب في ترسيخ فكرة الإنتماء والعطاء. ومن بينها، حملة «بصمة رمضان» التي تجوب 30 بلده فلسطينيه بمبادرة من مئات المتطوعين من الشباب، وتقوم على جمع المساعدات من أهل الخير المتبرعين وتوزيعها في شهر رمضان على المحتاجين. كذلك أطلقت مجموعة قوارب وإذاعة «أف أم 24» (24FM) حملة تهدف إلى جمع الطرود الغذائية للعائلات المحتاجة من خلال توفير متبرعين بقيمة سلة غذائية أو التبرع عينياً بسلة غذائية جاهزة، على أن يتكفل فريق من المتطوعين بتوزيعها على العائلات المحتاجة، بالإضافة إلى حملة «فكر بغيرك» وهي حملة خيرية اغاثية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في فلسطين تعد امتداداً لحملة انطلقت في مدينة رام الله، وسط الضفة، منذ أربع سنوات، تقوم بعدد من الأنشطة التطوعية على مدار العام، وتزدهر في شهر رمضان المبارك. ومن بين أنشطتها جمع وكيّ الملابس القديمة، وتقديمها للعائلات الفقيرة كسوةً للعيد، والسلة الغذائية، ووجبات الإفطار، بينما وزعت «حملة إفطار صائم الخيرية» أكثر من 2500 وجبة طعام على العائلات المستورة في مناطق مُتفرقة من الضفة، بالإضافة لتوزيع الماء والتمر على السيارات المارة مع حلول موعد الإفطار في مناطق القدسورام الله. وأطلق شبان فلسطينيون مسيحيون حملة «جنين الخير» في بلدة الزبابدة في محافظة جنين، برعاية «جمعية الكتاب المقدس الفلسطينية»، بالإضافة إلى مؤسسات شريكة، مثل دائرة الأوقاف في جنين والأمن الوطني، من بين أنشطتها توزيع الماء والتمر على الصائمين الذين أدركهم أذان الإفطار على مفترقات الطرق في المحافظة.