بدأ العمال في وقت مبكر من اليوم (الاثنين) تفكيك نصب تذكارية لجنود وطلاب وعمال ومزارعين في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، ليزيلوا آخر المنحوتات الباقية من العهد السوفياتي من دولة باتت اليوم الخاصرة الشرقية للاتحاد الأوروبي و«حلف شمال الأطلسي». وبدأت الرافعات في اقتلاع التماثيل من على قواعدها بعد منتصف ليل أمس، بعد ربع قرن على بعث الدولة المطلة على بحر البلطيق من بين أنقاض الاتحاد السوفياتي ووسط توتر كبير يسود العلاقة مع روسيا. وقال رئيس بلدية فيلنيوس، ريميغيوس سيماسيوس، قبل أن يتهاوى نصب يمثل جنديين وسط قفص حديدي، إن «النصب أكذوبة. الصورة البطولية التي يعكسانها للشعب الروسي كلها أكذوبة. إن النصب يسخر من الأشخاص الحقيقيين الذين اضطروا للعيش في ظل الحقبة السوفياتية». وتعيش ليتوانيا مع دول البلطيق الأخرى وأوروبا الشرقية مرحلة قلق منذ ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في آذار (مارس) في العام الماضي واتهمت بدعم الانفصاليين شرق أوكرانيا. غير أن سلطات المدينة أوضحت أن التماثيل المعمرة التي تمثل ثمانية شخصيات يجب أن تزال لأسباب صحية وأخرى تتعلق بالسلامة العامة ولا علاقة للأمر بالسياسة، مشيرة إلى أن الاختيار وقع أولاً على نصب الجنديين لأنه الأكثر تضرراً. وقال سيماسيوس: «لا أعتزم انفاق المال العام لتجديدها وإعادتها إلى سابق عهدها». وكانت تماثيل لينين وغيره من الشخصيات الشيوعية المنتشرة في ليتوانيا قد اختفت تماماً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.