أثار الاتفاق الذي أبرمته طهران والدول الست المعنية بملفها النووي ردود فعل متفاوتة في إيران، إذ أشاد به مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، فيما شكّك أصوليون بنتائجه، واعتبر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي انه جاء نتيجة «تغيير المعادلات الدولية». (للمزيد) وخلال استقباله الرئيس الإيراني حسن روحاني والوزراء، شكر خامنئي الوفد المفاوض على «جهوده الصادقة والمضنية» خلال المحادثات، فيما اعتبر روحاني أن الاتفاق «نصر قانوني وتقني وسياسي لإيران»، وزاد: «لا أحد يمكنه القول إن إيران استسلمت. أن لا يقال عنها بعد الآن إنها خطر عالمي، هو إنجاز». واستدرك أن «لا اتفاق كاملاً، بل يجب دوماً أن تكون هناك تسوية». ورجّح وزير الخارجية محمد جواد ظريف، تطبيق الاتفاق «خلال أربعة أشهر»، مشيراً إلى أن «إيران ستتّجه نحو برنامج نووي أكثر تطوراً، وتخصيب اليورانيوم في شكل تجاري». وأضاف لدى عودته والوفد الإيراني إلى طهران من فيينا، أن مجلس الأمن سيصدر الأسبوع المقبل قراراً يعترف فيه بالبرنامج النووي الإيراني، لافتاً إلى أن طهران ستبدأ اتخاذ «تدابير»، بعد إلغاء «كل العقوبات الاقتصادية والمالية والمصرفية» المفروضة عليها. فيما اعتبر صالحي الذي عاد مع ظريف إلى طهران، أن الاتفاق سيتيح لبلاده «دخول السوق النووية العالمية». وأعلن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، أن النواب سيراجعون نص الاتفاق وملحقاته «في طريقة إيجابية وبنّاءة»، محذراً إياهم من الاستناد إلى معايير سياسية. ووصف منصور حقيقت بور، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، الاتفاق بأنه «مقبول ويصون إلى حد كبير مصالحنا الوطنية على كل الصعد»، مستدركاً أنه «ليس مثالياً». رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، تحدث عن دخول إيران «النادي النووي العالمي»، معتبراً أن إنجاز إبرام الاتفاق لا يقل أهمية عن تحرير مدينة خور مشهر خلال الحرب مع العراق (1980-1988). كما أشاد الرئيس السابق محمد خاتمي بجهود حكومة روحاني للتوصل إلى الاتفاق. لكن الصحافة الإيرانية عكست تبايناً في النظرة إلى الاتفاق، إذ وصفته صحيفة «اعتماد» الإصلاحية بأنه «ثورة ديبلوماسية»، فيما قارنت زميلتها «ابتكار» ظريف برئيس الوزراء محمد مصدق، الذي أمّم النفط وأطاحه انقلاب دعمته واشنطن ولندن عام 1953. في المقابل، شكّكت صحيفة «وطن إمروز» الأصولية في التزام جميع الأطراف بتطبيق الاتفاق، منبّهة إلى أن «أهداف الولاياتالمتحدة ليست بالضرورة تلك التي تضمّنها الاتفاق». ولفتت صحيفة «كيهان» المتشددة إلى خلاف عميق بين القراءتين الإيرانية والأميركية للاتفاق، وسخر رئيس تحريرها حسين شريعتمداري من تصريح لظريف عن تصدير إيران «منتجات نووية إلى الخارج». إلى ذلك، حذر وزير المال علي طيب نيا، من «مبالغة إعلامية» في شأن الأرصدة المجمدة لإيران في الخارج، بعدما أفادت معلومات بأنها تبلغ مئة بليون دولار. لكن ولي الله سيف، محافظ المصرف المركزي الإيراني، قدّرها ب 29 بليون دولار. في غضون ذلك، أعلن وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف، أن بلاده تفاوض طهران لبيعها طائرات ركاب روسية من طراز «سوخوي سوبرجيت» و «تكنولوجيا أخرى تثير اهتمام رفاقنا الإيرانيين».