طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - ندد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، ب «تحريف كلام» له، متهماً أصوليين بشنّ حملة «افتراء وإهانات» ضده، فيما نبّه مرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي إلى «تصريحات غير مسؤولة حول الحريات الثقافية». وكان 52 نائباً متشدداً وجّهوا رسالة إلى ظريف، تتهمه بالإذعان ل «ترهيب» الولاياتالمتحدة، بعدما قال الأسبوع الماضي لدى لقائه طلاباً في جامعة طهران إن الغرب يخشى قوة الشعب الإيراني، متسائلاً: «هل تعتقدون بأن أميركا التي يمكنها أن تشلّ نظامنا الدفاعي بأكمله، من خلال قنبلة واحدة، تخشى نظامنا الدفاعي أو شعبنا»؟ ووجّه 18 نائباً رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، تحضه على «إعادة النظر» في بقاء ظريف في منصبه، معتبرة أن كلامه «ليس لائقاً». وعلّق ظريف على الحملة ضده، قائلاً: «مخزٍ أن تشوّه أقلية صغيرة ردّي على سؤال للطلاب، تأييداً لآرائها السياسية». وكتب على موقع «فايسبوك»، في إشارة إلى منتقديه: «يعوّضون انزعاجهم من التأييد الجارف للشعب تجاه الحكومة، بإهانات وبذاءات وافتراءات». وتطرّق إلى تصريح نُسب إليه عن استعداد إيران للتفاوض على جزيرة أبو موسى، إحدى الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها طهران، معرباً عن أسفه ل «تحريف تصريحاته». وتابع: «على الجميع أن يعلم أن السيادة الوطنية الإيرانية ليست قابلة للتفاوض والمساومة، وحتى مجرد تصوّر التفاوض في شأن السيادة حول ارض إيرانية، أو إثارة شبهة في هذا الصدد، تدبير لا يُغتفر». لكن حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة، اعتبر أن ظريف وجّه «إشارة استسلام» للغرب، منتقداً روحاني بعد تذمره من أن خزينة البلاد فارغة. وكتب شريعتمداري في افتتاحية: «إذا تلقى العدو رسالة تفيد بأن خزائننا خاوية، وأن منظومتنا الدفاعية يمكن تدميرها بقنبلة واحدة، وأن سيادتنا المطلقة على جزيرة أبو موسى قابلة للتفاوض، ما الذي يمنعه من الاعتقاد بأن أيدي فريقنا التفاوضي (في جنيف) خاوية و(أنه) يستعد لتحقيق نصر»؟ واتهم المعارضة الإصلاحية بخيانة إيران، والعمل لمصلحة إسرائيل، مستدركاً أن «حزب الله» في لبنان «سيدمّر إسرائيل قريباً، وسيصبح جميع أصدقائها أيتاماً». أما خامنئي فحذر من «تصريحات غير مسؤولة حول لزوم الحريات الثقافية، مثل الغرب»، متسائلاً: «لماذا لا نصرّ على قيمنا الثقافية السامية، عندما يلحّ الغربيون على قضايا غير معقولة ومنحرفة»؟ واعتبر أن «التصدي لمقولة الغزو الثقافي يكمن في الإبداع»، مضيفاً: «ثمة حقيقة اسمها نحن قادرون، قائمة بين شبان البلاد». إلى ذلك، قدّم 18 من نواب محافظة خوزستان جنوبإيران، استقالتهم احتجاجاً على «تقليص الموازنة التنموية للمحافظة ونقل مياه نهر كارون من المحافظة إلى محافظات أخرى». في غضون ذلك، اعتبرت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن «لا مكان» لاقتراح قطر مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي في المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، مضيفة أن طهران تملك «آلياتها الذاتية للتشاور والحوار مع جيرانها». ووصفت جولة ظريف أخيراً في اربع دول خليجية بأنها «مفيدة ومؤثرة»، مشيرة إلى انه «كان مستعداً لزيارة» المملكة العربية السعودية، ومعتبرة أن الأمر «احتاج إلى استعداد الطرف الآخر أيضاً. ووصفت السعودية بأنها «بلد مهم ومؤثر إقليمياً»، محذرة من أن «انخفاض مستوى الحوار إلى أدنى مستوى، قد يؤدي إلى سوء فهم». ورفضت عرضاً من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز للقاء روحاني، معتبرة الأمر «دعاية لمساعدة النظام على الخروج من عزلته». كما أكدت أن «لا محادثات سرية» بين طهرانوواشنطن، ووصفت تصريحات لمسؤولين أميركيين عن إيران بأنها «ليست متّزنة». أما وزير الدفاع الإيراني الجنرال حسين دهقان فاعتبر أن «الولاياتالمتحدة تحتاج إلى مساعدة إيران للخروج من مستنقعَي أفغانستان والعراق». إلى ذلك، عاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الكونغرس أمس، في جلسة استماع علنية هدفها إقناع النواب بجدوى اتفاق جنيف مع إيران، وإبطاء مسار العقوبات بعد اقتراب مجموعة من الحزبين الديموقراطي والجمهوري من اتفاق يشدد العقوبات على طهران بعد ستة أشهر، إذا لم توقف تخصيب اليورانيوم وتخرج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة وتفكّك منشأة آراك. وكانت مجلة «تايم» الأميركية نقلت عن ظريف قوله إن تشديد الكونغرس العقوبات على بلاده «سيقضي على الاتفاق بأكمله».