تباينت ردود الأفعال الإيرانية حيال عدم حصول لقاء بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأميركي باراك أوباما، إذ شكل ذلك إحباطاً للإصلاحيين في حين أبدى الأصوليون سرورهم لنجاحهم في ثني روحاني عن لقاء نظيره الأميركي. وفي وقت أكد مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن فريق روحاني تجاهل اقتراحاً منها للترتيب للقاء على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلثاء، أبلغت مصادر إيرانية مطلعة «الحياة» أن ترتيبات الوفد الإيراني في نيويورك كانت تسير في اتجاه حدوث اللقاء بعد الكلمة التي ألقاها روحاني، لكن رسالة من طهران أوقفت هذه الترتيبات. وأكدت مصادر الإدارة الأميركية أنها سلمت الوفد الإيراني طلباً رسمياً لعقد لقاء بين روحاني وأوباما، بعد ساعتين من إلقاء الرئيس الأميركي خطابه في الأممالمتحدة. إلا أن الوفد استلم رسالة من طهران في اللحظات الأخيرة تقترح عدم جدوى اللقاء في الوقت الراهن، ما دعا الوفد الإيراني إلى التصريح بوجود قضايا داخلية تحول دون حدوث اللقاء، فيما قال روحاني إن الوقت لم يكن كافياً لتنسيق ترتيبات اللقاء من دون أن يستبعد حدوثه مستقبلاً. وأوضحت المصادر أن طهران تعتقد أن لا جدوي من اللقاء من أجل اللقاء وإنما يجب أن تسفر مثل هذه اللقاءات عن تقدم، خصوصاً أن الجانب الأميركي لم يفصح عن آلية تعاطيه مع الملف النووي الإيراني لجهة العقوبات الأحادية التي يفرضها على إيران، وذلك على رغم إيجابية خطاب الرئيس الأميركي في شأن إيران وملفها النووي والذي أكد حق إيران في حيازة الطاقة النووية المستخدمة للأغراض السلمية إضافة إلى إشادته بالفتوى الدينية التي أصدرها مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي والتي دعت إلى حرمة اقتناء وإنتاج الأسلحة النووية. وذكرت المصادر الإيرانية أن طهران تنتظر الاجتماع المرتقب الذي تعقده الدول الست اليوم في نيويورك مع الجانب الإيراني على مستوى وزراء الخارجية، إذ من المنتظر أن يشارك فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف. وتراقب طهران نتائج هذا الاجتماع والمواقف التي يطرحها الجانب الأميركي من أجل تقييم هذه المواقف قبل القبول بأي خطوة نحو تعزيز الثقة بين الجانبيين. وانعكس عدم حصول لقاء أوباما وروحاني، سلباً، على الأسواق الإيرانية حيث ارتفع سعر صرف الدولار الأميركي بنسبة 4.5 في المئة بعدما شهد انخفاضاً خلال الأيام القليلة الماضية بسبب احتمال حدوث اللقاء وما قد يليه من انفراجة. وأشادت الأوساط الأصولية بخطوة روحاني الذي امتنع عن لقاء أوباما. ووصفها رئيس هيئة الأركان المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز أبادي بأنها عكست «صفحة مشرقة لرجال الدين في منظمة الأممالمتحدة وأتت في إطار الحكمة والعزة والمصلحة التي يؤكد عليها القائد»، في تلميح إلى امتثال روحاني لتوجيهات خامنئي. وكانت صحيفة «كيهان» المتشددة كتبت الثلثاء محذرة من مغبة مصافحة «يد روحاني الطاهرة يد أوباما الملطخة بدماء العلماء النوويين الإيرانيين وهي ذات اليد المتورطة في العقوبات المفروضة على الشعب الإيراني».