قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، إن الوفد المفاوض إلى محادثات جنيف بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، كان بإمكانه إبرام اتفاق «أفضل». وتعرّض ظريف لانتقادات من نواب متشددين، وصف أحدهم الاتفاق بأنه «جرعة سم»، لكن معظم أعضاء مجلس الشورى (البرلمان) أعلنوا مساندتهم الوفد. وأجرى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالاً هاتفياً بنظيره الايراني حسن روحاني، معتبراً اتفاق جنيف «نتيجة لصمود الشعب الإيراني وثبات موقف قيادته»، فيما اعلنت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أن وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان سيزور طهران اليوم، مشيرة إلى أنه سيلتقي ظريف وروحاني. وقدّم ظريف تقريراً أمام البرلمان عن اتفاق جنيف، مشيراً إلى أن المفاوضات أُجريت ب «يقظة تامة وفي إطار توجيهات سماحة القائد (المرشد علي خامنئي) والمسؤولين وبما يحقق مصالح الشعب والبلاد». ونبّه إلى أن الاتفاق «مجموعة واحدة، أي إذا لم يُنفّذ جانب منه سينهار بأكمله»، لافتاً إلى أن الجانبين «تعهدا تنفيذ التزامات أوضحها الاتفاق، وتستطيع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التثبت من صدقية إيران في التنفيذ». ولاحظ أن عدم وجود «آلية تراقب التزام الطرف الآخر»، أوجب «تشكيل لجنة مشتركة مهمتها مراقبة أي مسائل قد تثير قلقاً لدى الجانبين». وأضاف: «منذ البداية، كنا نعرف أن خوض مفاوضات يعني مواجهة صعوبات، ففي المفاوضات لا تمكن تلبية كل الطلبات، لذلك نواجه هذه الانتقادات والهجمات (الكلامية) هنا». وزاد: «لا أنا ولا زملائي ندّعي أنه لم يكن ممكناً الحصول على نتائج أفضل، وبالتأكيد هناك مجال لانتقادات». وعلى رغم أن اتفاق جنيف ينص على ألا تزيد إيران «نشاطاتها» في منشأة آراك التي أثارت نقاشاً ساخناً خلال المفاوضات، أبلغ ظريف النواب أن بلاده «لن تزيد قدرة آراك، وهذا يعني أنه لن يُنتج وقود نووي جديد ولن تُشيّد منشآت جديدة، لكن البناء سيستمر هناك». وكرر أن المفاوضات اقتصرت على الملف النووي، ولم تتطرّق مع الولاياتالمتحدة إلى «أي موضوع آخر»، معدداً الإرهاب وحقوق الإنسان. وأضاف: «لم نتأثر بالعقوبات الأميركية المفروضة علينا منذ 35 سنة، لكننا بدأنا نواجه حرجاً لدى تطبيق عقوبات مجلس الأمن، وعندما تنهار ستتحوّل العقوبات الأميركية مجرد حبر على ورق». ووصف النائب المتشدد حميد رسائي اتفاق جنيف بأنه «جرعة سم أُعطيت» للإيرانيين، مضيفاً أن الحكومة «تحاول أن تُظهِره كما لو كان شراباً حلو المذاق، من خلال تلاعب إعلامي». وأعرب النائب الأصولي روح الله حسينيان عن «قلق من نتائج الاتفاق»، مضيفاً: «يجب أن نبلغ الشعب ماذا خسرنا وماذا كسبنا ولماذا». واعتبر أن الاتفاق «يدوس عملياً حقوق إيران في تخصيب اليورانيوم... العبارات عن التخصيب مبطّنة ولا تعني سوى الحدّ من هذا الحق». ورأى النائب علي رضا زكاني أن إيران «تُحرم من برنامج نووي سلمي، فيما يمكن الورم السرطاني في المنطقة (إسرائيل) استخدام قنبلة نووية». لكن رئيس كتلة الأصوليين في البرلمان غلام علي حداد عادل أعلن «ثقة نواب الشعب بالوفد المفاوض»، مشدداً على «ضرورة عدم تجاهل إنجازاته وإقحامها في مسائل سياسية». كما شكر رئيس البرلمان علي لاريجاني ظريف ونائبه عباس عراقجي، مشيداً ب «الجهود المضنية» التي بذلاها في جنيف. وقال: «وافق الأميركيون سابقاً، شفهياً وخطياً، على حق طهران في التخصيب، وإذا سحبوا كلامهم الآن، فالأمر يعود إليهم». في المقابل، اعتبر رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة حسين شريعتمداري أن «الإنجاز (الاتفاق) الغامض لا يتفق مع ضخامة الدعاية التي تُضخّ في المجتمع حول أهميته»، ما «يؤدي إلى افتراض أن الحكومة ليست صادقة في تقاريرها إلى الشعب». إلى ذلك، نقلت صحيفة «إيران ديلي» عن أبو الفضل حجازي، وهو مسؤول في غرفة التجارة الإيرانية، أن غرفة تجارة إيرانية – أميركية ستُؤسس «خلال اقل من شهر» لتحريك التبادل الاقتصادي بين البلدين. واعلن موافقة حكومة روحاني على إقامة خط جوي مباشر بين نيويورك وجزيرة كيش جنوب غربي إيران.