فيينا، واشنطن، بروكسيل - أ ب، رويترز، أ ف ب – نجحت إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، في اختبار اليوم الأول لتنفيذ اتفاق جنيف الذي أبرمه الجانبان في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إذ أشرفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تجميد طهران نشاطات نووية، بينها تخصيب مرتفع لليورانيوم (بنسبة 20 في المئة)، فيما رفعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات عن إيران. لكن أصوليين في إيران لم يكفّوا عن تصعيد معارضتهم الاتفاق، إذ خرجت صحيفة «وطن - إمروز» المحافظة بطبعة خلت من الألوان، في إشارة إلى «حدادها». وتحدثت عن «هولوكوست نووي» سيشهد تجميد 60 في المئة من النشاطات النووية الإيرانية، معتبرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بات «أسعد إنسان في العالم». ويشعر الأصوليون بأن حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني «تدمّر ما أنجزه الشعب الإيراني خلال السنوات السبع الماضية»، فيما أبلغ النائب البارز أحمد توكلي مجلس الشورى (البرلمان) أنه سيطرح على مرشد الجمهورية علي خامنئي «قلقه» من اتفاق جنيف. وانتقد رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة حسين شريعتمداري مواقف روحاني التي «تبالغ في شأن إنجازات الاتفاق». أما نتانياهو فقال أمام الكنيست (البرلمان) الإسرائيلية إن اتفاق جنيف «لا يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي»، علماً أن صحيفة «معاريف» نقلت عن مسؤول إسرائيلي بارز أن نتانياهو أمر أجهزة استخبارات الدولة العبرية بجمع معلومات عن انتهاك إيراني محتمل للاتفاق. وأعلن محمد أميري، المدير العام لقواعد السلامة والأمان في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، تجميد تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في منشأتَي ناتانز وفردو، «في حضور مفتشين من الوكالة الذرية». وأشار إلى «بدء تقليص وتحويل مخزون من 196 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة، إلى أوكسيد» يُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. أما رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، فأعلن أن بلاده «نفذت التزاماتها في ما يتعلق باتفاق جنيف»، مشيراً إلى أن مفتشي الوكالة الذرية «أغلقوا بالشمع الأحمر» حلقات الوصل بين سلاسل أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في التخصيب، في منشأتَي ناتانز وفردو اللتين ستنتجان الآن يورانيوم مخصباً بنسبة 5 في المئة. ولفت إلى أن إنتاج اليورانيوم المخصب بتلك النسبة سيزيد. وتحدث المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية رضا نجيفي عن «بداية جيدة» لتنفيذ اتفاق جنيف، فيما أفاد تقرير وزّعته الوكالة على الدول الأعضاء بأن طهران «أوقفت تخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى من 5 في المئة» في ناتانز وفردو، وجمّدت «تطوير» نشاطاتها في مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل. وأضاف التقرير أن طهران أبلغت الوكالة معلومات عن ورش تجميع أجهزة الطرد المركزي ومنشآت التخزين. ونقلت وكالة «رويترز» عن رئيس مفتشي الوكالة الذرية تيرو فاريوانتا قوله إن الوكالة استكملت عملها أمس في شكل «جيد جداً»، مشيراً إلى أنها ستزيد مرتين عدد خبرائها في إيران، للإشراف على تنفيذ اتفاق جنيف. وأعلن البيت الأبيض أن تنفيذ طهران الاتفاق «خطوة مهمة إلى أمام»، وقال الناطق باسمه جاي كارني: «إنها المرة الأولى خلال عقد تقريباً التي تتخذ فيها إيران بطريقة يمكن التحقّق منها، تدابير لوقف تقدّم برنامجها النووي وإعادته إلى وراء في نواحٍ رئيسة». وأكد أن الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «ستنفّذ التزامها بدء تنفيذ التخفيف المحدود (للعقوبات) المُتفق عليه مع إيران». في بروكسيل، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه جمّد لستة أشهر، عقوبات اقتصادية على إيران. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون: «أُنجزت خطوة أولى مهمة، لكن مزيداً من العمل ما زال ضرورياً للرد على هواجس المجتمع الدولي بالكامل، لجهة الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني».