يقول المتنبي : أعز مكان في الدنى سرج سابح ** وخير جليس في الزمان كتاب عندما يسألني شخصٌ ما , لماذا تحب أن تجلس لوحدك بعيداً عن الناس ؟ كنت وبدون تفكير استشهد بهذا البيت.عفواً لأكون أكثر مصداقية كنت استشهد بالشطر الأخير فقط . وهذا ماكنت أؤمن به بنسبة عالية جدًا . لابد أنكم لاحظتم أنني أتكلم بصيغة الماضي . وهذه حقيقة فأنا الآن لم أعد أؤمن بواقعية هذا البيت بنفس النسبة التي كانت في السابق. فقد رأيت أنه لا ينازع الكتاب في خيرية الصداقة المطلقة في الحياة إلا الصديق المخلص الوفي الذي يكون معك في كل وقت , يخفف عنك إذا اثقلتك الهموم , يساندك إذا تكالبت عليك المصائب , يمازحك ويسلي عنك فتجد معه الراحة . لا ينتظرك أن تقرأه كالكتاب بل يبادر فيقرؤك و يعرف ما يخالج صدرك فيكون شريكك فيه دون أن تطلب منه ذلك. أنا أعلم أهمية الكتاب وتأثيره على حياة أي شخص و أنه سبب التعلم و التقدم وله من الفوائد ما لا يحصى , فأنا هنا لا أقلل من أهميته , بل أصف ما أحسسته ولامسته من حلاوة الحياة عندما تشرفت وتعرفت على صديق من أعز الأصدقاء الذين عرفتهم طوال حياتي . عشت معه خمس سنوات كانت أجمل سنين عمري , تعلمت منه الكثير و لازلت أتعلم . ذلك هو توأم الروح حسن العمري. ولن استطيع أن أوفيه حقه بهذه الكلمات ولو كتبتها بدمي , ولكنها محاولة لأخرج له بعض ما استقر له في قلبي من حب. قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه ، فإنه أبقى في الألفة ، وأثبت في المودة ) فأُشهد الله إني أحبك فيه .