نحن والوعي ( المسيرة العاشرة) أ. جابر ملقوط المالكي شرع الله لنا أكمل الأديان ، وبعث فينا أكمل إنسان ، وأسكننا أكمل الأوطان فكأننا والكمال لله نخوض في خضم ينزع للكمال ، ويشرئب تلقاء التنزيه ويفرد شطيه على شاسع بون ٍ من النقاء لم يصل إليه ، ولم يسبر غوره إلا القائل (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ومن هنا وعلى مدار سنين قضت ، وحوادث اضمحلت ، اختزنت ذاكرتي العديد من الصور المرفوضة واستقرت في بؤره وجداني مظاهر ممجوجة ، لم يكن مصدرها ضعف وازع ديني ، فكلنا في هذا البلد قد رضعنا التوحيد من أثداء مجتمع طاهر العقيدة سليم الفطرة ، ولم يكن الجهل عامل تحفيز لما نعانيه فالعالم يشهد أننا من أقل شعوب العالم أمية ، ولقد أنهك روحي التفكير ، وأعيا نفسي التأويل وأنا أستعرض في ساعة صفاء عددا ً من المشاهد التي تقافزت على مسرح ذكرياتي فلم أجد لنشوئها سببا ً ولا لتكرارها علة غير الوعي الذي يقتضي العلم والعمل , ذلك السمو الذي نفتقده ، والعلو الذي لم نصل إليه تبعا ً لتراكمات أعملت فينا معاولها ، وجلبت علينا برفشها صنوفا ً من مساوئ الأخلاق ومذموم الصفات أستميحكم العذر في سرد بعضها على مدار حلقات وعاشرها الآن .....((ظاهرة 10- سرعة الاقتناع على المرء أن يكون متفائلا ً يبحث عن كل مفيد ، ولا يرضى بأيسر الأشياء , فالطموح غريزة لدى ذوي الفطر المستقيمة سعى الدين لتأكيدها فألزم العامل بالإتقان ، وألزمنا بالثناء عليه مقابل إتقانه حتى نزيده دافعا ً لإتقان أكبر ، والرسول  قال فيما معناه : (إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى منها )وقال فيما معناه ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا ً أن يتقنه ) ولذا إذا ما جرتك قدمك يوما ً للمراجعة لدى مسؤول أو مدير فلا تأخذ الجواب بسرعة ، وراجعه القرار ، وأجمل في الطلب ، فهذا القدوة الحسنة  يراجع الله في فريضة الصلاة وهو تعالى الأعظم والسلطان الأعلى والأقدم قلم ينهره تعالى بل استجاب رحمة منه وعلما ً بحال الأمة وجعل الصلاة خمسة فروض بدل خمسين مع احتساب فارق الأجر والثواب لصالح العبد العابد فالحمد لله وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام ، وتحضرني هنا حكاية صديق ذهب يطلب وظيفة عامل يتبع المواصلات في إحدى إدارات الطرق ودخل على المدير وحالته الضجر أقصد (المدير ) فرد على صاحبنا : ليست لدينا وظيفة !! لكن هذا المراجع خالف سابقه ورد على المدير : سعادة المدير فتح الله عليكم حالي تطلب هذه الوظيفة وقدرتكم تستطيع بعد الله منحي ، وعندها رد المدير : حسنا ً راجعنا غدا ً إن شاء الله ، واجتمع المراجعان في الحي بعد أدائهما لصلاة العصر وتراجعا أمرهما فشكى الأول من سوء معاملة المدير ، وأثنى عليه الثاني و أخبره بأمر مراجعته من الغد لنيل الوظيفة فقال الأول : إذا ً لديك واسطة ، ورد الآخر لا والله ولكني ألححت في طلبي ولم أقتنع بأول جواب سمعته ، وفعلا ً راجع من غده وحصل على الوظيفة ، وراح الأخر يندب حظه العاثر لسرعة اقتناعه العائد لعدم وعيه بالأحوال ومراجعة الرجال ولا عزاء لمن فقد الوعي. ....وإلى ظاهرة أخرى يغيب عنها الوعي الذي نحن بصدده وتكون مدار موضوعي القادم ،،،،، أترككم بحفظ الله تعالى.