شرع الله لنا أكمل الأديان ، وبعث فينا أكمل إنسان ، وأسكننا أكمل الأوطان فكأننا والكمال لله نخوض في خضم ينزع للكمال ، ويشرئب تلقاء التنزيه ويفرد شطيه على شاسع بون ٍ من النقاء لم يصل إليه ، ولم يسبر غوره إلا القائل (إنما بعثت لأتمم مكاeرم الأخلاق ) ومن هنا وعلى مدار سنين قضت ، وحوادث اضمحلت ، اختزنت ذاكرتي العديد من الصور المرفوضة واستقرت في بؤره وجداني مظاهر ممجوجة ، لم يكن مصدرها ضعف وازع ديني ، فكلنا في هذا البلد قد رضعنا التوحيد من أثداء مجتمع طاهر العقيدة سليم الفطرة ، ولم يكن الجهل عامل تحفيز لما نعانيه فالعالم يشهد أننا من أقل شعوب العالم أمية ، ولقد أنهك روحي التفكير ، وأعيا نفسي التأويل وأنا أستعرض في ساعة صفاء عددا ً من المشاهد التي تقافزت على مسرح ذكرياتي فلم أجد لنشوئها سببا ً ولا لتكرارها علة غير الوعي الذي يقتضي العلم والعمل , ذلك السمو الذي نفتقده ، والعلو الذي لم نصل إليه تبعا ً لتراكمات أعملت فينا معاولها ، وجلبت علينا برفشها صنوفا ً من مساوئ الأخلاق ومذموم الصفات أستميحكم العذر في سرد بعضها على مدار حلقات ورابعها الآن .....((ظاهرة 4 - إظهار الممنوع والتباهي ببعض التصرفات الخاطئة : انتبهت من نومي في إحدى الليالي على أنين ابني فقعدت مذعورا ً ، ثم اعتجرت مئزري وأسرعت أسابق الهبوب إلى أقرب صيدلية ، لأخذ مهدئا ً عله يخفف وطأة السقم على جسده الغض ، حتى يحين دوام دكتور المركز الصحي الذي أتبعه وذلك بحدود العاشرة صباحا ً إن أمكن – من باب الدعابة - ، فلفت نظري شباب ريان العود ، يبدون بأوداج منفوخة !! حسبتها أول وهلة بالونات !! لكنني لاحظت تشابها ً يجمع بينها ، فقلت : إنه داء النكاف – عافانا الله وإياكم منه – فإذا بهم يلوكون شيئا ً ما ، وفجأة ضحك أحدهم فلاح من فيه شيء أخضر عرفت لوهلته أنه ( القات ) ، فتعجبت لجرأتهم على المجاهرة بسوأة فعلهم ، واقتربت منهم ناصحا ًً : هذا الأمر ممنوع فلم تجاهرون به ؟ ماذا لو جاءت دورية متثائبه وألقت عليكم القبض ؟ وهكذا نصائح ، فأنصتوا قليلا ً وأومؤوا برؤوسهم مطيعين ، فأكبرت فيهم ذلك ، لكن أحدهم أخذته العزة بالإثم فأخرج من جيب ثوبه الناصع البياض ، كيسا ً داكنا ً غلبت ريحه النتنة ما عج به المكان من أريج العطور الباريسية الشهيرة ، وفغرفاه ثم أخذ يحثوا فيه حتى أشفقت عليه واندفعت لأحول بينه وبين نفسه فداهمني العطاس وحجب غبار فعلته عني الرؤوية ، وتحركت كخبط عشواء ، وعدت القهقري أردد : وماذا يرتجى من شخص كهذا ، أهان أكرم مالديه بأقذر مايرى ويسمع ويشم ؟ ثم عقبت ب : النتن لا يجلب إلا ......... ومضيت أضرب بكف على كف لتدني وعي جيل الحاسوب ، وحبات قلوب العولمة !! ....وإلى ظاهرة أخرى يغيب عنها الوعي الذي نحن بصدده وتكون مدار موضوعي القادم ،،،،، أترككم بحفظ الله تعالى. أ. جابر بن ملقوط المالكي