شرع الله لنا أكمل الأديان ، وبعث فينا أكمل إنسان ، وأسكننا أكمل الأوطان فكأننا والكمال لله نخوض في خضم ينزع للكمال ، ويشرئب تلقاء التنزيه ويفرد شطيه على شاسع بون ٍ من النقاء لم يصل إليه ، ولم يسبر غوره إلا القائل (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ومن هنا وعلى مدار سنين قضت ، وحوادث اضمحلت ، اختزنت ذاكرتي العديد من الصور المرفوضة واستقرت في بؤره وجداني مظاهر ممجوجة ، لم يكن مصدرها ضعف وازع ديني ، فكلنا في هذا البلد قد رضعنا التوحيد من أثداء مجتمع طاهر العقيدة سليم الفطرة ، ولم يكن الجهل عامل تحفيز لما نعانيه فالعالم يشهد أننا من أقل شعوب العالم أمية ، ولقد أنهك روحي التفكير ، وأعيا نفسي التأويل وأنا أستعرض في ساعة صفاء عددا ً من المشاهد التي تقافزت على مسرح ذكرياتي فلم أجد لنشوئها سببا ً ولا لتكرارها علة غير الوعي الذي يقتضي العلم والعمل , ذلك السمو الذي نفتقده ، والعلو الذي لم نصل إليه تبعا ً لتراكمات أعملت فينا معاولها ، وجلبت علينا برفشها صنوفا ً من مساوئ الأخلاق ومذموم الصفات أستميحكم العذر في سرد بعضها على مدار حلقات أبدؤها من الآن ب ((ظاهرة .... أولا ً : الوقوف المتكرر في الطريق أثناء السير: ذات ظهيرة مكفهرة ، رجعت من مدرستي حابسا ً أنفاسي ، مقطبا ً حواجبي ، أحلم بسرعة الوصول إلى منزلي ، لأبل ريقي ، واضع عن ظهري إصر يومي ، وسلكت أقصر الطرق الممكنة ، ممتطيا ً طهوة سيارتي ، لأقع ضحية أناس صادفت إجازة ضمائرهم ، وسفر إحساسهم ، فالأول صاحب ( شاص ) جديدة ، وقف فجأة أمامي ومد يده مصافحا ً شخصا ً عابرا ً بجواره متبادلا ً معه الهموم والشجون عبر مبتدأ وخبر استمر زهاء العشر دقائق ، تجمعت أثناءه السيارات في صفين منتظمين يمتدان قرابة الربع كيلو متر ، فتح أصحابها نيران ألسنتهم 0 وقصف مزامير سياراتهم دون جدوى ، فنزلت وآخرون نكيل له اللوم دون أن نجد منه غير إشارة بأن الطريق واسع ٌ وهو حرُّ في تصرفه فقلت في نفسي : يا لبعض الناس........!! وواصلت السير ليعنَّ لي أحدهم راكنا ً سيارته أمامي بدون إشارة وترجل منها عابرا ً الطريق إلى إحدى المحلات المجاورة مشتريا ً بعض الأغراض ولم يجد صرفا ً فأخذ يلف المحلات المجاورة وأنا أتلوى من البلوى وألف أصابعي ثم أفرقعها علّها تحل توتري وتساعد على كظم غيظي ، ليعود بعد برهة موجها ً لي القول : يا أخي ما عندك صبر ..؟ وأشار إليّ شاتما ً فلم تنبس لي بنت شفة من هول ما سمعت ورأيت ......وواصلت السير وسط توال ٍ ممل ٍ لهذه الأحداث فوصلت منزلي فاغرا ً فمي ، جاحظ العينين ، متكدر الخاطر ، لا سبيل لنومي و لا أمل لراحتي بعد شدة روعي ، و فضاعة ما سمعت و رأيت فقط كنت أتصور : ماذا لو كانت أمي بجواري تئن من المرض فماذا سأفعل ؟؟ وإلى ظاهرة أخرى يغيب عنها الوعي الذي نحن بصدده وتكون مدار موضوعي القادم ،،،،، أترككم بحفظ الله تعالى. الكاتب/أ. جابر بن ملقوط المالكي