أوضحت مذيعة قناة الجزيرة الرياضية آسيا عبدالله، أن تحولها من الصحافة المقروءة إلى شاشة التلفزيون، جاء كنتاج طبيعي ومنطقي ومقصود وقالت: “منذ بداية انطلاقتي الإعلامية وأنا أبحث عن التدرج لأن الصحافة المقروءة هي الأساس وهي من تساهم في تأسيس الإعلامي تأسيسا جيدا، ومن شأنها أن تجعلك تعرف أهمية المادة الصحافية والمراحل التي تمر بها هذه المادة حتى تخرج بشكلها النهائي، ومن ثم يأتي العمل الإذاعي والذي يساعد في عملية صقل الصوت والإلقاء وسلامة مخارج الحروف، وحتماً حينما يكون المذيع قد عمل بالصحافة المكتوبة يعرف أهمية وقيمة المادة، وهذا على عكس المذيع الذي تأتيه المادة جاهزة من قسم التحرير”. وإذا ما كان كلامه تأكيداً لمقولة أن المذيع الناجح هو من يأتي من مقاعد الصحافة أجابت: “أكيد هذا صحيح، فهو يعرف كيف يكتب الخبر ويحسه وبالتالي يستطيع أن يوصله للمشاهد بشكل سهل جداً، ولكن بالطبع هذا لا يعني أنه لا يوجد مذيع ناجح إلاّ إذا كان قد عمل بالصحافة، أكيد هناك الكثير لم يعملوا بالصحافة ونجحوا فهناك مذيع ناجح ومحرر ناجح ومعلق ناجح ومراسل ناجح”. وعن عملية انتقالها من قناة الجديد غير المتخصصة بالرياضة إلى أكبر شبكة تلفزيونية رياضية وهي الجزيرة وهل كانت تخطط لذلك قالت آسيا: “لم يكن هناك تخطيط لهذه المسألة، لأنه لا مجال للتفكير في ظل تجربتي القصيرة بقناة الجديد، فقط طللت على الهواء من خلالها لمدة أربعة أشهر قبل أن أنتقل إلى الجزيرة الرياضية، ولكن كان هناك عمل لمدة عام كامل على تجهيزي للخروج على الشاشة من خلال قناة الجديد،وتدريب مستمر في مجال الإعداد وكمراسلة وليس مذيعة، لذلك لم تكن لدي خبرة طويلة لكي أقوم بالتفكير بالخطوات المقبلة، ولكنني حتماً كنت أحلم بقناة رياضية بحتة، لأننا في قناة الجديد بالقسم الرياضي كنا نعاني وننزعج من تقليص النشرة الإخبارية أو إلغائها لصالح الأحداث الأساسية التي كانت تأخذ الحيز الأكبر، وجاءت فرصة الانتقال إلى الجزيرة الرياضية من خلال الإعلامي حسين ياسين الذي أوصل لي عن طريق زميل مشترك ولم أكن أعرفه شخصياً وأعرفه كإعلامي، عن رغبة الجزيرة الرياضية بانضمامي إليهم ورددت أنه ليس لدي مشكلة وأن ذلك يتوقف على العرض المقدم، بعد ذلك كان التواصل بيني وبين مدير الأخبار في الجزيرة الرياضية محمد عمور وخلال شهر كنت قد أنهيت ارتباطي بقناة الجديد بعد أن أبلغت الزملاء بجميع التفاصيل، وحزمت حقائبي باتجاه الدوحة”. وحول وجودها في قناة خليجية وإذا ما كان ذلك بالنسبة لها تحدياً بحد ذاته قالت: “بعد انتقالي لقناة الجزيرة الرياضية سألوني عن هذا الموضوع، ولم أكن أعرف معنى ذلك السؤال في تلك الفترة، لأنني منذ أن تخرجت من الجامعة عملت مباشرة في صحف ومن ثم قناة الجديد وكل الطواقم لبنانيون من ذات جنسيتي، وكما هو معروف أننا كشعب لبناني لدينا حياة اجتماعية منفتحة نوعاً ما، ولكن من خلال تجربتي مع الجزيرة الرياضية لم أجد هناك فرقا كبيرا صحيح بالخليج هناك قيود اجتماعية وعادات وتقاليد تختلف، ولكنني بالفعل أحببتها من كل قلبي وتعايشت معها بشكل طبيعي جداً”. وعن سبب ابتعاد الأنثى دائماً في الوطن العربي عن العمل الإعلامي الرياضي وأين تكمن الصعوبة بالنسبة لها أكدت بالقول: “الأنثى مؤخراً باتت متواجدة بالإعلام الرياضي بشكل كبير، في السابق كنا نجد مذيعة أو مذيعتين، بالنسبة لي لم أشعر بصعوبة ذلك ووجدت الأمور أسهل مما كنت أتوقع، لأنني كنت أعيش بالملاعب الرياضية كوني لعبت كرة السلة مع منتخب لبنان، وكنت ضمن أول منتخب لبناني للنساء في كرة القدم، فضلاً عن أني لاعبة سابقه في نادي الأنصار وحققت ذهبية 200 متر للعدو، لذلك حينما انتقلت للعمل الإعلامي لم أجد اختلافا فتواصلي مع الرياضيين كالسابق، ووجدت الأمور سهلة وساعدتني علاقاتي بالوسط الرياضي في تكوين مصادر خاصة قد لا تتوفر عند إعلامي آخر، ولا أخفي تخوفي أن أصل إلى مرحلة الاستهتار نظراً لسهوله عملي، ولكن إن شاء الله هذا لن يحدث”. وكشف آسيا عبدالله عن موهبة التعليق الرياضي التي تمتلكها بالقول:” لقد مارست التعليق الرياضي ونجحت ولله الحمد، وعلقت من خلال قناة الجزيرة الرياضية على مباريات كرة سلة، وأستطيع أن أعلق على مباريات كرة القدم، ولكنني لا أستسيغ ذلك لأنه لا يمكن أن أتقبل أن تكون مباراة كرة قدم رجالية والمعلقة أنثى ومستحيل أن أخطو هذه الخطوة، ولكن أتمنى أن أعلق على مباريات كرة قدم خاصة بالنساء وأن يترك المعلق الرجل هذه المهمة لنا”. واختتمت آسيا حديثها حول نشرات الأخبار التي تقدمها عبر الجزيرة الرياضية، وإذا ما كانت ستكتفي بذلك أم أنها تخطط لبرنامج خاص بها قائله: “بالتأكيد لن أكتفي بنشرات الأخبار، ولدي القدرة لتقديم برامج رياضية تخدم الرياضة وتخدمني، ولكنني لن أقدم برنامجا يظهر لمجرد الظهور، بلسأقدم على هذه الخطوة من خلال تخطيط ودراسة والبحث عن برنامج يناسبني ويناسب تطلعاتي، ويحقق نتائج كبيرة”.