أدى التعاون بين شركتي "TSMC" التايوانية المتخصصة في صناعة أشباه الموصلات، وشركة "ARM" البريطانية الرائدة في صناعة المعالجات وتطوير الشرائح الإلكترونية، إلى إنتاج معالج ثنائي النواة بسرعة كبيرة جدًا تبلغ 3.1 جيجا هيرتز بمعالج يعتمد على معمارية "إيه أر إم- كورتيكس إيه 9". وتستند الشركة المصنعة على تقنية "28 نانو متر"، وتبلغ سرعة هذا المعالج ضعف سرعة نظيره المبني بدقة تصنيع "40 نانو" في ظل ظروف التشغيل نفسها. وبهذه السرعة العالية التي تتجاوز 3 جيجا هيرتز، تتطلع الشركتان التايوانية والبريطانية إلى غزو السوق وتكثيف حدة المنافسة مع شركة "إنتل" الأمريكية الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات المهيمنة بمعالجاتها "كور" على سوق الأجهزة الدفترية المحمولة. وبالرغم من أن هذه السرعة ليست غريبة بالنسبة لشركة "إنتل"، فلديها معالجات "كور آي" لأجهزة الكمبيوترات المكتبية تزيد سرعتها على 3 جيجا هيرتز، إلا أن نجاح شركة "ARM" بالتعاون مع شركة "TSMC" في إنتاج معالج بهذه السرعة، يمثل خطوة إيجابية وهامة في هذا المجال، لما هو معروف عن رقائق "إيه. أر. إم" بكفاءتها من حيث الاستهلاك المنخفض للطاقة، وليس من حيث القوة الهائلة والسرعة العالية لمعالجاتها. فمن المعروف أن شريحة "Cortex-A9" المستخدمة داخل الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية تتراوح سرعتها ما بين 1.2- إلى 1.5 جيجا هيرتز، وحتى معالج سامسونج الجديد المعروف باسم "Exynos" المستخدم في هاتفها الذكي الجديد "جالاكسي إس3"، بالرغم من أنه يستند على تقنية "32 نانو" ويعتمد على نفس الشريحة، فإن سرعته تبلغ 1.4 جيجا هيرتز على الأقل. وبذلك تكون الشركتان قد نجحتا في تصنيع معالج يستند على نفس الشريحة، وذلك بفضل تقنية "28-nm HPM". والجدير بالذكر أن هذا المعالج صُمم خصيصًا لتلبية احتياجات سوق الأجهزة الإلكترونية من حيث السرعة الفائقة والأداء العالي والاستهلاك المنخفض للطاقة التي تتطلبها الحواسب الدفترية المحمولة وكذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. ويُذكر أن شركة "إيه أر إم" أعلنت مؤخراً عن أحدث معالجاتها رباعية النواة تستند على شريحة"Cortex-A15 MP4" أطلقت عليها اسم "Hard Macro" بتقنية "28 نانو متر" ويتسم بسرعته العالية البالغة قوتها 2 جيجا هيرتز والأداء العالي والاستهلاك المنخفض للطاقة، ويستهدف بها فئة الكمبيوترات الدفترية المحمولة وكذلك الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.