منذ ثلاثة أشهر فيما كان تريفون مارتن ذو 17 عاما يمشي وهو يرتدي كنزة بقبعة في شوارع سانفورد في فلوريدا، قتل على يد جورج زيمرمان، وهو أحد السكان الذي اعتبره "مشبوها". واليوم خرج آلاف الأمريكيين أيضا مرتدين قبعات للتنديد بالأحكام المسبقة. وقد أثار نشر حديث دار بين جورج زيمرمان، وهو حارس متطوع في حي خاص، وبين الشرطة قبل فعلته موجة حقيقية من الاستنكار بين السكان. ويكشف التسجيل أن جورج زيمرمان كان يظن أن تريفون مارتن لص لأنه كان يحوم حول المنازل. وحسب هذا الكلام، فهذا الشاب الذي يصفه بأنه أسود ويغطي رأسه بقبعة كنزته كان يبدو "حقا مشبوها". وقد طلبت الشرطة من جورج زيمرمان أن يترك الشاب في حاله لكن هذا الحارس فضل أن يتبعه. وبعد لحظات من ذلك قتله. وفيما بعد أكدت الشرطة أن الشاب كان ذاهبا عند والد خطيبته ثم مر لشراء السكاكر من أحد المتاجر. وأنه لم يكن مسلحا. ويؤكد محامي جورج زيمرمان أن موكله تصرف بدافع الدفاع عن النفس بعد أن هاجمه تريفون مارتن. أما الانتقادات الموجهة إلى شرطة سانفورد لأنها ظلت جامدة ولم تلق القبض على زيمرمان ولم تستجوبه منذ أن قام بفعلته فقد أدت إلى استقالة رئيس إدارة الشرطة . وتكفلت إدارة الشرطة بهذه القضية وفتحت تحقيقا في ملابسات مقتل الشاب المذكور. وفورا دفع مقتل تريفون مارتن بالعديد من المعلقين إلى ربط مقتله، عن حق أو عن باطل، بكونه كان يلبس كنزة بقبعة، وهذا لباس رائج جدا في الولاياتالمتحدةالأمريكية لكن بعض الناس يربطونه بالعصابات. ويرى مذيع قناة فوكس نيوز Geraldo Rivera أن "القبعة مسؤولة عن مقتل هذا الشاب بقدر مسؤولية جورج زيمرمان نفسه". ويختم الصحفي بأنه يتعين على الآباء الأمريكيين من أصول أفريقية ولاتينية ألا يتركوا أبناءهم يتبنون هذا النوع من اللباس. وقد أثار هذا التعليق موجة من الانتقادات وأدى إلى تنظيم "مسيرة القبعات" في كل البلد (مسيرة المليون كنزة بقبعة من أجل تريفون مارتن).وعندما تحدث الإعلام عن هذه القضية، تساءل الناس فورا "ماذا كان يفعل؟ وماذا كان يلبس؟" مايكل وليامز، 26 عاما، طالب في كلية الحقوق في جامعة ولاية فلوريدا. ويرأس رابطة الطلبة السود في كليته قال لفرانس برس: عندما سمعت بهذه القضية، تذكرت فورا أحد أحاديثي مع أحد أساتذتي البيض في مدرستي. تحدثنا عن "التجريم بسبب السحنة" وأذكر أني قلت له: "أنت أقل عرضة للاعتقال إذا لبست كنزة بقبعة مني أنا إذا لبست بذلة وربطة عنق". هذا واقع مر في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وللأسف كان تريفون مارتن أسود وكان يلبس كنزة بقبعة. وعندما تحدث الإعلام عن هذه القضية، تساءل الناس فورا "ماذا كان يفعل؟ وماذا كان يلبس؟" وكأن لباس هذا الشاب ذي 17 عاما يبرر رميه بالرصاص وهو راجع إلى بيته. لا فرق بين هذا السؤال والسؤال عما إذا كانت إحدى ضحايا الاغتصاب تلبس تنورة. هذه الكنزات ذات القبعة ليست غالية وهي دافئة والتوقف عن ارتدائها لا يحل المشكلة. أفهم أن بعض الآباء يطلبون من أبنائهم ألا يرتدوها لكي يتجنبوا نظرة الاحتقار، لكن ينبغي التطرق لمسألة مرتكبي هذه الأفعال بدل التركيز على الضحايا. "أن تكون أسود هنا معناه أن تشعر بأنك مذنب بسبب لباسك أو الموسيقى التي تستمع إليها.