تصوير: محمد الأهدل .. يُعد الكاتب الشاب سعد بن محمد من المؤلفين الشباب الذي له رؤيا خاصة في الطرح تخالف الكثير مما سبقوه وعاصروه ويتضح ذلك من خلال مؤلفاته خاصة كتب (أنا) وكتاب (إلا أنا) وكتابه الأخير (قيل.. ورددت) الذي دشنه مؤخرا بقاعة الملتقى بليلتي وحضره جمع غفير من الإعلاميين والكتاب والمثقفين وقدم له معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة حيث قال في مقدمة الكتاب إن الجمهور المتلقي سيتساءل عن اللون الأدبي في كتاب قيل.. ورددت الذي يحمل لونا حديثا في عالم الأدب إذ يعتمد على صياغة حوارية تتضمن شخوصا عديدة وأفكارا متعددة تفتح ذهن القارئ على فضاء واسع للتفكير والتأمل والتأويل وبرغم أن ضيفنا بارعا في الكتابة فهو كذلك بارع في الفن التشكيلي حيث شارك في العديد من المعارض كما أنه يقرض الشعر ولكن بصورة غير مستمرة حول هذه المواضيع كان لنا هذا اللقاء مع الكاتب الشاب سعد بن محمد لإلقاء الضوء على حياته الأدبية والفنية. • أود في البداية أن أهنئكم على صدور كتابكم الجديد (قيل.. ورددت) وأود أن أسأل كيف نبعت فكرة هذا الكتاب الفلسفي؟ - الحقيقة مرت علي فترة طويلة بعد صدور كتابي الثاني (إلا أنا) وكنت في غياب فكري لم أكتب شيئاً وفي إحدى الليالي وأنا مع العائلة في البحر وصلتني رسالة عبر الجوال استفزتني بطريقة ما واعتبرتها شخصية وكأنها موجهة لي وبدأت تتواصل هذه الرسائل على هاتفي وابتدأت تتنوع حتى بلغت حوالي 89 رسالة بعضها كان متكرراً بأسلوب ثانٍ مختلف تماماً عن الطريقة الأولى عندها بدأت أرد على هذه الرسائل بطريقتي الخاصة. • كيف وجدت صدى الكتاب بعد أن مر عليه شهرين أو ثلاثة أشهر على توزيعه؟ - الحقيقة لا أستطيع أن أحكم فالفترة على توزيع الكتاب لا تزال في بدايتها وشهر أو ثلاثة أو أكثر لا يستطيع أن يقيم الإنسان عمله وأنا من طبعي إذا انتهيت من طباعة كتبي انتهت صلتي بها منذ سلمتها للناشر ولكن لا أنكر أنني تلقيت العديد من الاتصالات سواء كانت شخصية أورسمية تبشر ولله الحمد أن الكتاب يلقى أصداء مرضية وما زلت أكرر أن الوقت لا يزال بدري الحكم على الكتاب وما عاد من دائرة اهتمامي. • كثير ممن قرأو الكتاب رأو في تأليفه أراءً فلسفية وهناك من قال إنها مخالفة للغير. أنت تميل إلى أي الوجهتين؟ - الفلسفة كما قرأتها في المعجم (هي تبسيط الصعب) وأنأ في رأيي أن كل علماء الفلسفة الذي اشتهروا بالفلسفة وخاصة أفلاطون اتفقوا على هذا المصطلح فبسطوا الكثير من المعضلات للناس وقدموها لهم وأنا غير هؤلاء الفلاسفة العظام فأنا لي نظرتي الخاصة التي أطرح من خلالها الأمور ومعالجتها وصلت لحد الفلسفة هذا شرف لا أدعيه وكثيرا ممن قرأو الكتاب قالوا لي أنه يقرأ على عدة مستويات , أحياناً تكون تسلية وأحياناً أدبية وأحياناً فلسفية , تحصل أنا رديت بالذي أنا أقتنع به بدون أي فلسفة ماصغت غير نفسي بدون أي ادعاء وبدون ظروف. • بما أنك أحد الكتاب الشباب وتعيش عصر التقنية , هل ترى أن مكانة الكتاب لازالت كما كانت أم أن التقنية طغت عليه؟ - مهما تعددت السبل والوسائل فالكتاب سيظل هو الكتاب وستظل مكانته كما هي ولكن المشكلة ليست في الكتاب نفسه ولكن المشكلة في الكاتب فمعظم الكتاب وليس كلهم تنتهي صلته بالكتاب بمجرد تسليمهم للورق بدون أي خدمة للكتاب أوالاهتمام به أومتابعة تطوراته والاهتمام بالورق والغلاف وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم احترام الكاتب للقارئ وتقديم الكتاب له بصورة متكاملة وأنيقة تعكس نفسية الكاتب على الإقبال على قراءة الكتاب وما نراه هو العكس فالكاتب أصبح لا يهمه إلا تسليم المادة وكثر خيره إذا قابل الناشر بعد سنة وهذا مما يجعل الكثير من القرأء أن يعزفوا عن شراء الكتاب ولا أمدح نفسي أو أزكيها إذا قلت لك عندما انتهيت من كتابة كتابي رابطت مع الناشر أربعة أشهر في لقاءات يومية ومراجعة مستمرة لكل حرف أو كلمة أوجملة في الكتاب ومناقشته بصفة مستمرة وخاصة في اختيار الورق والغلاف فإذا وجد القارئ كتابا بهذا الشكل يشعر بمدى اهتمام الكاتب به واحترامه له فبالتالي يقبل على الكتاب ويقرأه فخارج الكتاب يدل على داخله وكما قيل الكتاب يقرأ من عنوانه كما أن هناك سبباً لعزوف القارئ وكثيرا من الكتاب ليس عندهم الشئ الجيد الذي يجبر القارئ على قراءته فهناك كثير من الكتاب لا يهدف من كتابته إلا الإثارة ولا يهتم بمشاكل القارئ وقضاياه فليس الهدف قصة وحكاية ملفقة من هنا وهناك أو مواضيع معقدة لا يفهم القارئ منها شيئا وأخيراً مافي تنوع ولا احترام للقارئ. •: كثيراً ماطالب المثقفون بإيجاد صالات سينما في المملكة ولكننا لم نجد أحداً منهم طالب بإيجاد مسرح. فماذا تقول؟ - السؤال هذا جوابه عند أهل الاختصاص من المسؤولين فهم لهم رؤيتهم الخاصة إذا كان الأمر يتطلب وجود صالات للسينما أو للمسرح وأنا من وجهة نظري الخاصة أجد أن السينما أسهل من المسرح والمسرح في بلادنا من الأساس ما أثبت نفسه ومافي شيء عندنا اسمه مسرح علشان نطالب بإرجاعه وكل ماشاهدناه من مسرحيات كلام فارغ عموما المسرح العربي ضعيف وليس بتلك القوة التي نتمنى أن يكون بها وأكرر رأيي أن السينما أسهل وأحلى بخلاف المسرح. • لو طلب منك كتابة نص مسرحي وترك لك حق الاختيار فإلى أي تميل إلى المسرح الكوميدي أو التراجيدي أو الدرامي؟ - إذا ترك لي الاختيار وبصراحة أقولها لك إن الإنسان يملك في داخله كل شيء سواء التراجيدية أو الدرامية أو الكوميدية حتى الخيال العلمي ويعود ذلك إلى نفسية الكاتب نفسه وحسب ميوله النفسية فإن كانت تميل إلى الكوميديا كتب النص كوميدي وكذلك الدراما والتراجيدي والخيال العلمي. • ماذا تعني لك الأغنية السعودية خاصة والعربية عامة ولمن تحب أن تسمع؟ وما رأيك في كثير من الفنانين سواء القدماء أو المعاصرين؟ - الحقيقة من وجهة نظري أن الأغنية سواء القديمة أوالحديثة ليس لها إلا مصطلح واحد تعرف من خلاله أنها وجدت للتسلية وما قيل فيها غير ذلك فهو شيء بعيد عن الواقع أو مبالغ فيه ، أما بالنسبة برأئي للفنانين فأنا نادر ما أستمع للغناء وأعتقد أن هناك بعض الفنانين جيدين مثل عبد المجيد عبد الله وعبد الفتاح القريني وأصيل أبو بكر فالغناء مهما قيل عنه أوتعددت أنواعه ومسمياته فهو محصور بين الحب والغزل والهجر والوصال فلهذا أكرر ماقلته أن الغناء وجد للتسلية وبس. • هل ترى أن الوقت قد حان لفنان العرب أن يعتزل؟ - أعتقد يا أخي أن الفنان قدرات فإذا ما وجد الفنان نفسه إنه ليس قادراً على العطاء وأصبح الجمهور لا يتقبل منه مايقدمه فعليه أن يحترم تاريخه ومشواره وأن يتوقف فوراً لذا أرى أن الوقت قد حان لفنان العرب أن يعتزل كما حصل مع الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة حينما غنت آخر أغانيها (أنا إنت) ولم تلق إقبالاً اعتزلت الفن فكان قرارها في مكانه ولذا أقرر قولي أن الفنان قدرات وأستثني من ذلك الفنانة الكبيرة فيروز فهي في نظري كيان حي يختلف تماماً عن غيره فهي فوق كل التقديرات فهي أكبر من لبنان فبرغم إنها تجاوزت الخامس والسبعين لا زالت قادرة على العطاء وكأنها في الثلاثين من عمرها ولا أدل على ذلك من حفلها الأخير التي أقامته في لبنان ففيروز قدرة عجيبة فكثير من أغانيها تجد أن كلماتها عادية أوأقل من عادية ولكنها عندما تغنيها تجعل منها إبداعاً يجبر الجمهور على التفاعل معها والإصغاء إليها باهتمام وقد يكون هذا شيء نادر والنوادر في التاريخ قليلة. • برغم أنك برعت في الكتابة إلا إنك بارع أيضاً في الفن التشكيلي فكثيراً ما شاركت في عدد من المعارض. فماذا يعني لك الفن التشكيلي وإلى أي المدارس تميل؟ - الفن التشكيلي يعني لي بكل معطياته يدور حول اكتشاف الذات فإذا قرات اللوحة بشكل جيد في خيالك فستجد ذاتك في أعمالي والحمد لله أن الفن التشكيلي في المملكة تطور تطورا مبهرا وبشكل ملحوظ في الوقت الحالي حتى الأفكار والتعابير زادت وأنا لا أميل لأي مدرسة كانت أميل لمدرستي وهي قريبة لفكري ومعظم الفنانين احترمهم وتاثرت بهم ولا يهمني الرسام بل يهمني العمل الجميل ومن الفنانات التي أعجبت بهم الفنانة نوار والفنانة دالي. • ماهي المعارض التي شاركت فيها والتي تنوي إقامتها مستقبلاً؟ - شاركت في العديد من المعارض داخل المملكة ومن أهمها معرض براعات على الحائط والثاني معرض الفنانين السعوديين الشباب وهناك معرضا ثالث سيقام في مارس القادم بالصيرفي مول بجدة كما أني لست عضوا بجمعية الثقافة والفنون ولا بيت الفنانين التشكيليين , الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا تهتم إلا بكرة القدم فقط وغيرها لا مكانة له من الاهتمام أما عن المعارض القادمة فقد تلقيت دعوتين الأولى لإقامة معرض بالبنان والثاني بدبي وذلك في شهر أبريل القادم إن شاء الله كما سيقام لي معرض في لندن ومما يحز في نفسي أن يقام لي أول معرض لي خارج بلادي كنت أتمنى أن يقام في بلادي ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن , وأنا أستعمل في رسمي القماش والزيت بالإضافة إلى أنني بارع في المجسمات والتكوينات. • وماذا عن نظمك للشعر؟ - الحقيقة أنا لست شاعراً ولا أرضى أن القب بالشاعر وبرغم أنني كتبت العديد من القصائد والخواطر الشعرية وهذا لا يعطني الحق أن أطلق على نفسي شاعر وإنما أعتبر نفسي كاتباً يستطيع الرسم وكل ما كتبته من الشعر أحتفظ به لنفسي. • بمن تأثرت من الشعراء عامة ومن يعجبك منهم؟ - أنا تأثرت بكل الشعراء وأكثرهم تأثيراً فيَّ وأعتبره مرجعاً لي الشاعر نزار قباني برغم عدم تقبلي لكثير من كلماته وأكثر من يعجبني وقرأت له الأمير خالد الفيصل والأمير عبد الرحمن بن مساعد. • ماهي أمنيتك في الحياة؟ - أن أكون مرتاحاً باقي عمري وهي غاية لا تدرك. • متى بكيت بحرقة؟ - يوم مات ولدي. • متى تضحك؟ - أضحك كثيراً عندما أكون مع بناتي. • متى تزعل؟ - أزعل من نفسي إذا رضيت لأن الرضا معناه السكون وعدم الرضا حافز على أن تبحث على شيء جديد تقدمه للآخرين وقد مرت عليَّ سنة ما كتبت ولا حرف وبعد السنة كتبت قصيدة بعنوان (ومر عام).