الأغنية الحجازية أو اللون الحجازي لم يعد له وهجه ولم يعد له إهتمام من الفنانين الحاليين إلا ما ندر وطبعا ذلك له أسبابه الكثيرة، وعن هذا الفن التراثي الأصيل وغيابه إلتقينا بأحد الكتاب الذين عاصروا هذا الفن وعاصروا عددا من الذين كانوا يؤدوه بلونه الجميل وهو المستشار في جمعية الثقافة والمؤرخ محمد رجب الذي أجاب على تساؤل حول غياب هذا اللون التراثي فقال: الفن الحجازي واللون الحجازي كان موجودا بقوة قبل ( 30سنة) وبعدها يكاد اللون الحجازي أو الأغنية الحجازية بشكل عام تختفي والسبب يعود أولا لوفاة عدد من الشعراء منهم طبعا المرحوم بإذن الله صالح جلال وإبتعاد الخفاجي عن كتابة الأغنية الحجازية إضافة لبعض الشعراء الشباب منهم يوسف رجب وعبدالرحمن حجازي رحمه الله عليه هؤلاء كلهم كانوا شعراء يكتبون اللون الحجازي ومع الأسف بغيابهم غاب الصوت الحجازي والغناء الحجازي من الساحة أيضا غياب عدد من الأسماء التي كان لها دور كبير في إبراز هذا اللون منهم محمد علي سندي وفوزي محسون ومحمود خان ومحمود حلواني وعبدالله محمد وعمر كدرس إن لم يقولوا بشعر قديم يقولوا بشعر حديث . بعد هؤلاء أقول ماتت الأغنية الحجازية .. @ إذاً ماهو دور الشباب في الحفاظ على اللون الحجازي ؟ - الشباب الذين يجيدون هذا اللون أمثال الفنان يحيى لبان والفنان مصطفى إسكندراني والفنان حسن عبدالله بحكم مولدهم بمكة أو بيئتهم المكاوية تخوفوا أن بإنصرافهم لهذا اللون أن ينصرف عنهم الجمهور إلى اللون الحديث، وهذا من حقهم . بعد ذلك تحولت الأغنية الحجازية إلى أغنية جماعية حيث بدأت بعض الفرق الشعبية تقدم هذا اللون كفرقة أبو سراج التي تأدي هذا اللون وقام رئيسها الفنان عمر العطاس بجمع الألوان التراثية التي كانت تغنى بصوت فوزي محسون وعبدالله محمد وطلال مداح وبدأوا يغنوها بطرق جماعية ولم يخرجوا عن قاعدتها وأدوها بشكل جميل جدا وتقبلها الناس وأتمنى من فرقنا الشعبية الأخرى أن تعود للأصالة والتراث وتجمع هذا الكنزمن تراثنا الجميل وتهذبة وتغنية من جديد كما فعلت فرقة أبو سراج . @ متى كانت بداية اللون الحجازي ومن هم أبرز من قدمه؟ - اللون الحجازي متوارث منذ أكثر من 50عاما وهناك فنانون قدامى كانوا يغنون هذا اللون منهم حسن جاوه وإسماعيل كردوس والشيخ أبو خشبة وأحمد عبدالفتاح وعم عرفه وعم إسماعيل وعثمان خميس وهؤلاء كانوا يغنون اللون الحجازي ولم يكن هناك مجال للتطوير، حيث لم يخرجوا عن بيئتهم ولا توجد لديهم القدرة للتطوير او ان يجاروا التطور.وكان فيهم عم حسن ابوخشبة الذي كان يغني اللون المصري بحكم علاقته وسفره الى مصر ويأخذ هذه الالوان ويغنيها في مجالسة . ويحرص مؤدو اللون الحجازي على غنائه في مجالسهم والميزة الجديدة فيهم انهم كانوا يؤدون بإيقاع معين، ولكن لا يختلف الرتم او الاسلوب او الطريقة حتى الكلمات لا تتغير بعدهم تناقلت الاجيال هذه الالوان منهم عبدالرحمن المؤذن ومحمد المختار امتثالا" لبقائها واستمراريتها بما فيهم محمد علي سندي الذي كان يغني مصري ولكن من خلال علاقته بالفرق الشعبية الحجازية تشبع بهذا اللون وبدأ يغنيه وأجاده وأبدع فيه ومن أغانيه على العقيق اجتمعنا و ماس ورد الخد وكان يجيدها بايقاعاتها ولونها ورتمها حتى الحانها وهذه كانت ميزة جميلة بالنسبة له . لكن الجيل الجديد لم تكن لدية القدرة على استيعاب هذا اللون او تقديمه كما عرف سواء لحنا او أداء او قدرات صوتية لان هذا اللون يحتاج الى مقاييس وقدرات معينة، ايضا" هناك فن يسمى المجس وهو لون من الوان الغناء الحجازي ويؤدى في الاعراس بدون الات موسيقية ولدينا الان مشروع لتقييم هذه الفنون حتى تحافظ على هذا التراث والان لدينا مسابقة قريبة سنعلن عنها قريبا" لافضل صوت وافضل مؤد وافضل من يؤدي المقامات الحجازية ونأمل من ذلك تنمية القدرات وبقاءها حتى تستمر ولا تنقرض . @ كيف وجدت تدوين هذه الالوان الشعبية في الوقت الحالي ؟ - هناك عدد ممن إهتموا بالتدوين منهم الأستاذ طارق عبدالحكيم ولديه كتاب باسم الالحان الخفية في الجزيرة العربية قام بتأليفه بالنوتة واللحن وهو من الكتب التي اهتم بها طارق حتى لا تندثر هذه الألوان أيضا سراج عمر نفس الشيء كان قبل حوالي عشر سنوات دون الفلكلورات الحجازية والساحلية بشكل عام ودونها ووثقها بشكل موسيقي فمنها ماهو بالاذاعة ومنها ما يحتفض بها وهذه تعتبر بادرة ممتازة للحفاظ على هذا التراث وشملت هذه الالوان القديمة الخبيتي والدوسري والدزة والساحلي وغيرها من الالوان التي تكاد تكون جماعية والان بدأت عدد من الفرق الشعبية تقوم بهذا الدور ونتمنا لها الاستمرارية. @ توجد لديك عدد من الكتب التي ألفتها.كيف كان انتشارها؟ - بدأت مع التأليف بكتاب عن الفنان فوزي محسون رحمة الله قبل حوالي عشر سنوات بعنوان متعد وعابر سبيل بعد ذلك الفت كتاب ذكريات فنية وثقت فيه مسيرة كثير من الفنانين وعلاقتهم ببعضهم وهم الجيل الثاني بعد محمد علي سندي والى حد ما استطعت ان أوثق لهم هذا المشوار ثم اتجهت لتأليف كتاب عن الفنان عمر العطاس او فرقة ابو سراج الطبعة الاولى كان حول مشوار هذه الفرقة بعده ألفت كتاب عن رواد المنلوج وهم فئة لهم دور كبير في الساحة الفنية بعضهم توفى وبعضهم اعتزل، وذلك تقديرالجهودهم وما قدموه لفن المنلوج سواء شعراء او ملحنين بعد ذلك الفت الجزء الثاني لفرقة ابو سراج بعد 25سنة من انتشارها . والان اعكف على تاليف كتاب عن الفنان المعلى هريش يرحمة الله وهو من فناني اللون الخبيتي الشعبي والزير والرديح والرفيحة وهذة الوان في طريقها للاندثار لكننا نحاول ان نوثقها ونوثق سيرة ومسيرة هذا الفنان الذي شارك بهذه الالوان خارج المملكة مع الفرق الشعبية وهذا حق من حقوقه . @ حدثنا عن مشورك مع جمعية الثقافة والفنون ؟ - بدأت بالعمل بجمعية الثقافة والفنون منذ بدايتها وتحديدا منذ عام 1394ه حينما كان سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن مديرا للجمعية وكان مقرها شارع الملك عبدالعزيز بالبلد وكنت انا والاستاذ سراج عمر وسمو الأمير محمد عبدالله الفيصل وسمو الأمير بدر بن عبدالمحسن اللذان غرسا شيئا اسمه التراث . @ ماهي المسيرة الحقيقية للجمعية.كيف كانت ؟ - بدأت مسيرتي مع الجمعية مع زميلي سراج عمر وكان معنا زميلنا حمدان صدقه يرحمه الله قبل ان تعتمد ميزانية للجمعية وبعد ان أتى الاستاذمحمد الشدي وكان ذلك عام 1398ه تم تعيين الاستاذ ابراهيم خفاجي مديرا "للجمعية وانا نائب مدير الفرع وحينما استلم الخفاجي ادارة الجمعية تحدث بلقاء في احدى الجرائد وقال خلال اللقاء نتمنى من صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد رحمة الله ان يدعم الجمعية او اغلاقها وبعد اسبوعين من نشر اللقاء وصلت برقية من سموه يطلب معرفة وضع الجمعية وعملنا دراسة لمتطلبات الجمعية من 25صفحة بما فيها انشطة الجمعية الحالية برؤية مستقبلية وبالفعل تم دعم الجمعية ثم جاءت الميزانية وعين الاستاذ الشدي مديرا" لها وبدأت مسيرة الجمعية الحقيقة منذ عام 1398ه وبدأنا بتكوين ومتابعة الفرق الشعبية والانشطة الفنية . @ ماهي اول مشاركات الجمعية.وماهي ابرز انشتطتها؟ - كان اول مشاركة للجمعية حفل في العراق في احدى المناسبات الوطنية. وقد شاركنا في هذا الحفل بعدد من الفنانين من ضمنهم محمد عبده وسلامة العبدالله رحمه الله وعبدالعزيز الهزاع وسعد التمامي ومحروس الهاجري وعلي عبدالكريم وعدد من الفرق الشعبية وكان حفل مميز ورائع وبدأنا بعد ذلك نخطط لاقامة حفلات خاصة خلال عطلات الربيع، حيث نقيم هذة الحفلات على مدا خمسة ايام وكونا الكثير من العناصر الفنية ومن ابرز الاسماء الفنية التي ابرزتهم الجمعية محمد عمر وعلي عبدالكريم وعمر الطيب وحسن عبدالله وغيرهم كثير بلاضافة لعدد من الفرق الشعبية كفرقة ابو سراج وفرقة ابوهلال وفرقة النخبة وفرقة الصفوة كما اقمنا معارض تشكيلية كثيرة منها معرض للفنانة صفية بن زقر ومعارض جماعية اخرى. والحمد لله استمرت الجمعية على اساسات قوية ولم يكن الهدف ماديا وكنا نعمل برواتب محدودة . لكن يعاب عليها عدم تواجدها مع المطربين باستمرار.ولم تقدم لهم شيئاً ؟ ومن الامور التي افصح عنها لاول مرة ان دورنا في الجمعية وصل الى داخل استديوهات الاذاعة حيث كنا نسجل للفنانين اعمالهم في القاهرة في استديو الاستاذ احمد فؤاد حسن وتقوم الجمعية بتحمل التكاليف ولا تأخذ الجمعية من اي فنان مقابل ذلك بل كانت الجمعية تعطية عملة ليبيعه لحسابه كان ذلك جانب من الدعم والتشجيع لهولاء الفنانين للاستمرارية وفي احدى المرات استأجرت الجمعية استديو الفنان محمد عبده لمدة سنة لتسجيل اعمال الفنانين على حساب الجمعية .لكني اتمنى ان ما قلته يكون له صدى عند الناس لاننا لا ننظر للكسب المادي ولكن هدفنا رقي الساحة الثقافية والفنية وان من يعمل في هذا القطاع ان يحترم ويقدر من يعملون معه حتى نرتقي بجمعيتنا لاننا كمجموعة نقدم ثقافة بلدنا والتي تعتبر القاعدة الحضارية لتطوير حضارتنا.