لن يقولها أبدا صريحة لكن 2011 كان في بعض صوره نوع من العذاب لرافاييل نادال ، لأن ما عاشه الأسباني في ذلك الموسم لم يكن قد حدث له قط. وعقب الفوز الملحمي على السويسري روجر فيدرر الخميس وفرصة المنافسة اليوم الأحد على اللقب الحادي عشر له في البطولات الأربع الكبرى "جراند سلام" في تاريخه، بات نادال على بعد خطوة واحدة من تحقيق ما يصبو إليه. وقال الأسباني بعد فوزه على فيدرر "بدء الموسم بمباراة نهائية أمر رائع، يمنحني قدرا كبيرا من الثقة، والكثير من الطمأنينة". و"الطمأنينة" باتت في طريقها لتكون مصطلحا خياليا بالنسبة لنادال في بداية موسمه، وذلك له ما يبرره، لأنه لو كان هناك شيء قد جعله يخسر أمام الصربي نوفاك جوكوفيتش في 2011 فسيكون هو الطمأنينة. وفقد نادال الطمأنينة لأنه لم يسبق له أن مر بتجربة خوض ست مباريات نهائية متتالية أمام نفس المنافس وخسارتها. فقدها لأنه في الوقت الذي كان يقدم فيه نفسه على أنه الخليفة الشرعي لفيدرر وجد نفسه أمام مشكلة جديدة هي نوفاك، رغم أنه دائما ما اعترف بخطورته ومهارته. ويؤكد نادال أنه قبل 12 يوما، وتحديدا الأحد 15 يناير، كانت الطمأنينة بعيدة عنه تماما: "قبل 24 ساعة من انطلاق البطولة كنت في غرفتي أبكي". كان يعاني من آلام في ركبته وكل الأشباح والمخاوف تجمعت أمام رجل عادة ما ينسى الجميع أن عمره لا يزيد عن خمسة وعشرين عاما. لكن أستراليا كانت كريمة معه، ففي الأدوار الأولى كان منافسوه في المتناول، وعندما واجه التشيكي توماس بيرديتش في دور الثمانية كأقوى منافسيه حتى ذلك الحين، كانت متاعب الركبة قد انتهت. وأمام التشيكي عوض تأخره المبكر وكافح تماما كما فعل أول أمس أمام السويسري، رغم أن الكفاح الأخير كان أقوى بالطبع، خاصة بعد أن كشف أن نادال يصل إلى النهائي "بالسرعة" التي كان يبحث عنها. وهو يؤكد أن الفوز في أستراليا هو ما يحفزه، بصرف النظر عمن سيكون منافسه في النهائي. فبالطبع اللقب الحادي عشر في بطولات الجراند سلام سيضعه على بعد خمسة ألقاب فقط من الرقم القياسي الذي يملكه فيدرر، وذلك وحده سبب كاف لتحفيزه ، وهو ما كشف عنه الأسباني دون أن يقصد في مؤتمر صحفي بعد المباراة بقوله "بطريقته في فهم الأمور، مضى التنس معه أفضل حتى يومنا هذا مقارنة بلياقتي". "حتى يومنا هذا" تشير إلى أنه أصغر من السويسري بخمسة أعوام، ولو لم تخنه لياقته، سيكون قادرا على بلوغ بل وتجاوز الألقاب الستة عشر، طالما استمر جمود فيدرر الذي لم يفز بلقب كبير خلال عامين. وأصبح نادال الآن على بعد مباراة من اللقب الحادي عشر، لكن المسألة ليست سهلة لأن المنافس هو جوكوفيتش الذي قد يحول بداية 2012 بالنسبة له إلى استمرار لدراما 2011 بعد أن انتزع منه ست بطولات، من بينها اثنتان في الجراند سلام.