.. أبدع الطاقم الأهلاوي وأمتع وقدم نفسه عبر تفاصيل الحصة الأولى بمستوى ميداني باهر ومتفوق .. أثمر عن إحراز هدفين مستحقين وإهدار ركلة جزائية تهاون في التعامل معها البرازيلي سيموس فيكتور .. وبعيدا عن الواقع النتائجي الذي استحقته الكتيبة الخضراء إلا أن الطرح الميداني الذي فعلته هذه الكوكبة كانت في كل الأحوال هي اللغة العالية التي فرضها نجوم الاهلي على كل الأصعدة الفنية منها واللياقية والجرأة في اقتحام المناطق الدفاعية الاتحادية من كامل الاتجاهات ومعها الانسجام الصريح في خطوط الفريق توجه الحضور الذهني للحارس الأهلاوي ياسر المسيليم . .. هذه المعطيات المتميزة والمثيرة التي قدمتها القلعة الخضراء عبر مراسم أحداث الشوط الأول .. زرعت الاطمئنان والثقة الجامحة في نفوس المتابعين في الاتجاه الأهلاوي لحضور مؤمل ومنتظر للظهور في شوط المباراة الثاني بصورة باهية ومكتملة تضيف المزيد من المتعة والتجليات الخضراء .. ولكن هذه الأمنيات ضاعت وسط المستوى اللافت الذي ظهر به الفريق الاتحادي والقبض على السيطرة الميدانية والتألق في تسجيل الخطورة الواضحة على المرمى الأهلاوي بقيادة صانع الألعاب وعراب هذا الحضور محمد نور والذي ساهم مع بقية طاقمه في هذه التحولات الجذرية .. بفعل الهبوط اللياقي في عناصر خط وسط الفريق الاهلاوي وكذلك تأثير الغياب المثير للمحترف كماتشو والذي منح التفوق الميداني صريحا للاتحاد .. ورغم ذلك إلا أن العشوائية والاندفاعات غير المحسوبة في الأسلحة الهجومية أضاعت المزيد من الفرص المفتوحة والسانحة للهزازي ومحمد نور وباولو جورج .. .. وفي كل الأحوال ورغم الفوز المستحق الذي أحدثه الفريق الأهلاوي في موقعة الدربي الكبير على منافسه العميد .. إلا أنه من المهم أن يراجع المدير الفني لفريق الأهلي التركيز كثيرا في قراءة مجريات ما دار في تفاصيل الشوط الثاني والتي تتكرر دائما مع الكتيبة الخضراء والشواهد ما قدمته في أحداث الحصة الأولى من توهج وحضور وتجليات على عكس العمليات المتعثرة التي صاحبت الشوط الثاني وكثيرا ما تظهر مثل هذه الحالات السلبية في مسيرة الأهلي الحافل بالامكانات العناصرية والمتابعات الإدارية المخلصة بقيادة الأمير الشاب فهد بن خالد ..!