روعة المكان واستجلاء الصورة وتمتمات الخزامي ولهجة الجنوب أبت الا أن تكون حاضرة ولكن هذه المرة بالفم المليان " مرحبا هيل عدّ السيل " كان عنوان سياحة صيفية بين جبلين ومما حدا بالجمال تألقا " رذاذ المطر " ترحيبا آخر له طعمه ومذاقه الخاص متحف الشيخ رافع بن مسفر رحمه الله في قرية القرن ببني حسن الفرعه اعاد لكل زواره عبق الماضي، وتبختر الشار والريحان وعلى استحياء زفة العروس " ذات الشال الاصفر " ذلك الزمن القديم الذي استجددنا معه الطيبة المضمخة بحناء الكرم والجود ونقشات الحشمة والاحترام كان في مقدمة مستقبلينا رئيس المتحف الشيخ عبد الله رافع الزهراني ذلك الشيخ الوقور الذي ينضح ما شاء الله حيوية وشبابا ولم يغتر لسانه طوال مكوثنا معه بترديد يا الله حيهم تراحيب المطر وكنا ثلة من اعلامييييي المنطقة ضيوفا على هذا المتحف يتقدمنا الاستاذ الشاعر علي خميس البيضاني جمعية الثقافة والفنون بالباحة الرائع نايف الخمري وخالد زاهي وعبد الرحمن الغامدي وصقر وكالة الانباء بالباحة ومحمد المفضلي ومحمد الزهراني وآل ناجم منسق الاجتماع ووجوه بشوشه من افراد القرية واعضاء المتحف المبدعين في هذه الاثناء اجتزأت من وقت الشيخ عبد الله قبيل الحفل الخطابي لأسأله أثناء شرحه لنا عن مقتنيات المتحف قلت له يا شيخ عبدالله ما الذي جعلك تقيم هذا المتحف ضحك الشيخ وقال : هل للانسان قيمة اذا لم يكن له ماض ! تراث ابائنا واجدادنا أينسى؟ القيمة الحقيقية هي ما أتركه لابنائي وأحفادي : ان شاء الله جيلا بعد جيل كما هو مكتوب فوق رأسك ! بل إن حفيدي رافع أمنيتي وأمنيته ان يعرض هذا المتحف خارج البلاد ! واسترسل العم عبدالله " والدمع تترقرق في عينيه " كلما مضى بنا في المقتنيات فالمتحف " الكنز الثمين " حينما يتذكر الايام الخوالي والقلوب الصافية ذلك " القمع " وتلك الغداره والسيف التركي قبل 200 سنة تقريبا وادوات الطحين وثياب العروسين " الطفيه " و " قبع مائي " وكل ما صنع من سعف النخل " والقبسون " الكثير والكثير . . سألته كيف أتتك هذه الفكرة قال : بعد أن أخذني بيدي وأنا أهرول معه وجلاً : هذا بئر وانظر الى حباله وصوت خريره وانظر الى ذلك الحصن وانظر بأم عينيك " الخبزة المقنى " طولها قرابة النصف متر بشكل دائري تغرد عصافير البطن الجمال منظرها . وتخيلت نفسي في ذلك الزمن وأني لبست ثياب التراث متسلحا بما هو قديم عندها غضضت طرفي مطرقا خجلا من السؤال ! سألته هل يأتيك زوار من " قاطعني " من داخل المملكة ووالله من خارجها ويسعدني ويشرفني أن يزور متحفي المتواضع أميرنا المحبوب وسمو نائبه أغلى وسام اتذكره ما حييت وقاطعنا صوت ابنه حسن " يا الله حييهم تراحيب المطر " العشاء . . بعد العشاء تمت أمسية أخرى وحفل خطابي فريد بدئ بآيات من الذكر الحكيم واحاديث عطرة زادت من روعة المكان تم خلالها كل زملائي الاعلاميين يتقدمهم مدير تلفزيون الباحة بالنيابة أحمد شمح وقدمت جمعية الثقافة والفنون بالباحة درعا تذكاريا للشيخ عبدالله بن رافع قدمه الاستاذ الرائع نايف الخمري بعد ذلك ألقى الشاعر العذب علي بن خميس قصيدة رقصت معها كل مقتنيات المتحف عبقا وابداعا يقول : ياسلام الله لعنوان الاصالة والكرم والجود والتحية من عميق اقلوبنا مخصوصة لبن رافع الذي وثق تراث المنطقة يا حيلك التوثيق وما نقول الا عوافي والذي سويته اكبر شاهد والتاريخ ابيحفظه ويوثقه في صفحة الايام جهد بن رافع غلب جهد المتاحف في جهاز الدولة واثبت ان العزم والرغبة تهدّ السهل والصعيب يا وزير اعلامنا حتى الثقافة سلموها بيدك والشعوب الراقي تأخذ حضارتها من القديم في متحف بن رافع الله واكبر او ياليت لك خياله خلك تشوف التراث على أصوله في جنوبنا تركنا ذلك المتحف ولا زال قلبي مخطوفا هناك !!