يوافق اليوم الأربعاء الخامس والعشرين من ذي الحجة 1431ه الموافق الأول من ديسمبر 2010م مناسبة اليوم العالمي لمرض الإيدز .وأوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة بهذه المناسبة أن تقديرات منظمة الصحة العالمية خلال عام 2007م بينت أن حوالي 33.4 مليون شخص يعيشون بفيروس العوز المناعي البشري وفي مقابل كل شخصين يحصلان على العلاج هناك خمسة آخرون يصابون بالعدوى. كما تشير تقديرات المنظمة الى أن 2.5 مليون شخص هم حديثو الإصابة وأن 2.1 مليون قد توفوا من جراء مرض نقص المناعة البشري المكتسب، ويظل الإقليم الإفريقي الأكثر تأثرا من حيث حجم الإصابة بالفيروس عالميا حيث يستأثر ب 68% من إجمالي عدد الحالات. وبين الدكتور خوجة أن معدلات الإصابة بالعدوى بين السكان في دول مجلس التعاون الخليجي هي الأقل بين دول إقليم شرق المتوسط مشيرا الى ان وجود بعض العوامل غير المواتية ، والسلوكيات الخطرة توجب ضرورة الحاجة الى وضع أولويات واتخاذ إجراءات لكبح حدوث وانتشار الوباء على نطاق واسع، ويرجع الخوف من انتشار وباء فيروس نقص المناعة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى الممارسات، والسلوكيات الخطرة لدى بعض شرائح السكان، وانخفاض مستوى المعرفة العامة حول فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، و ارتفاع نسبة الهجرة وتنقل الناس، و التحولات الاجتماعية المهمة المرتبطة بالتنمية من المدن الكبرى، وزيادة استخدام المخدرات عن طريق الحقن، و العمالة الوافدة المصابة من البلدان الموبوءة. وكشف المدير العام للمكتب التنفيذي أنه بالنظر لحجم المشكلة وآثارها التنموية فليس هنالك من جهة واحدة أو قطاعاً معيناً أو أفراداً بعينهم مسئولين عنه بل إن المشكلة عامة تتناول مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية وبالتالي فهي مسئولية كل فرد ومهمة الجميع... وإن نجاحاً يراد له أن يتحقق في أسس المكافحة يتطلب تضافر جهود كل المعنيين فيما سلف الإشارة إليه من تخطيط وتعليم وتوعية ووقاية وعلاج وكذا أفراد المجتمع بأسره. وقال : لقد انتهجت وزارات الصحة بدول مجلس التعاون إستراتيجية خليجية لمكافحة الإيدز تضمنت قرارات المجلس وتوصيات هيئته التنفيذية العديد من الإجراءات للحد من انتشار هذا الوباء مثل: إيقاف استيراد الدم من الخارج، والمراقبة والفحص الطبي الشامل لكافة العاملين القادمين للعمل في دول المجلس ضمن برنامجها الكبير "فحص العمالة الوافدة"، وتكثيف جهود التوعية عبر مرافقها المختلفة وتقوية الوازع الديني خاصة بين الشباب وتنمية المفاهيم الأخلاقية للحياة، نشر الوعي الصحي بطرق الوقاية منه ومكافحته وتجنب عدواه، والإقلال من مدى تأثر المصابين بالعدوى من مضاعفات المرض، التخفيف من تأثير المرض على حياة المصابين بعدواه نفسياً واجتماعياً ورعايتهم طبياً ونفسياً واجتماعياً، والدعوة لنبذ الوصم وعزلة المصابين، وتيسير الحصول على الأدوية ومداومة استعمالها، والمساعدة في تكثيف الأبحاث لاستحداث لقاحات أو علاجات فعالة للمرض، وضمان مأمونية نقل الدم ومشتقاته، وتطبيق الفحص المخبري لخلو العمالة الوافدة لدول المجلس من المرض. وأضاف : كما تم تيسير إجراء الفحص الطوعي بين الفئات المعرضة لخطر العدوى مع إلزام المقدمين على الزواج بإجراء اختبارات الايدز بالإضافة إلى الفحوص الأخرى للأمراض المنقولة جنسياً والأمراض الوراثية، وحماية جمهور المواطنين خاصة الشباب من خطر انتقال العدوى بتزويدهم بالمعارف والمعلومات وتقديم المشورة لهم بشتى وسائل الدعاية والإعلام وبالأساليب المناسبة، والاهتمام بتقوية العلاقات الزوجية الشرعية وممارسات طرق الحقن المأمونة وتعميم استعمال المحاقن ذات الاستعمال المفرد، ومعالجة الأمراض المرتبطة بالايدز مثل الأمراض الأخرى المنقولة جنسياً , وبين أنه تمت مواكبةً الجهود العالمية نحو التأسيس لشراكة فاعلة في جهود المكافحة للمرض بين مختلف القطاعات المعنية بذلك في إطار سعي دؤوب نحو مواكبة المستجدات في هذا الخصوص . . وقال الدكتور توفيق خوجة : إن المكتب التنفيذي وبالتعاون مع وزارات الصحة بدول مجلس التعاون ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة الإنمائي ومكتب اليونيسيف قاموا بعقد عدد من حلقات العمل الخليجية ضمت مشاركين من هذه الوزارات والمعنيين بجهود مكافحة المرض من وزارات الصحة والجهات الحكومية الأخرى والمنظمات غير الحكومية من كل دولة من دول المجلس. ولفت الى ان هذه الورش الخليجية وفرت فرصة مناسبة لالتقاء مختلف الجهات المعنية بهذه المشكلة بدول المجلس للجلوس حول طاولة واحدة أعد من خلالها برامج عمل تناولت محاور في غاية الأهمية واستهدفت مراجعة استراتيجيات المكافحة وإعادة رسمها من جديد وفق أنموذج حي وتطبيقي للشراكة في الجهود والخطوات بين مختلف الجهات والقطاعات ووضع الخطط المستقبلية. وأفاد أن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تبنى مبادرة مكافحة الإيدز كإحدى أولويات وزارات الصحة في الخليج أسوة بما تم في مبادرة التخلص من مرض السل والحصبة، وتشكيل لجنة خليجية متخصصة ببرنامج مكافحة الإيدز تحت مظلة المكتب التنفيذي يناط بها وضع الاستراتيجيات وخطط العمل ومؤشرات المتابعة لتنفيذ تلك الخطط، وتنشيط برامج التوعية الصحية حول المرض مع التركيز على الشباب كأحد أهم الفئات المستهدفة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة وتشجيع البرامج التوعوية فيما يتعلق برفع الوصمة والتمييز ضد المعايشين لمرض الإيدز بما يضمن حقوقهم الاجتماعية والنفسية. ووأضح ان المكتب التنفيذي شارك بالتعاون مع مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة في المملكة العربية السعودية بتنظيم احتفالية كبرى باليوم العالمي للإيدز، وتبنى إطلاق مبادرة جعل شبه الجزيرة العربية خالية من السل / فيروس نقص المناعة البشرية، والمشاركة الفاعلة في اللقاءات والمؤتمرات وورش العمل المحلية والإقليمية والدولية التي تتناول مرض الإيدز تعريفاً وانتشاراً وأسباباً وطرق انتقاله ووسائل الوقاية وتوعية وطرق العلاج. وفي ختام تصريحه توجه المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون بالدعاء لله عز وجل بأن يحفظ دولنا الخليجية من شر كل داء وأن يقي الله بلادنا من كل مكروه.