أكد أطباء مختصون أن التوعية بمرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز غير كافية لمواجهة المرض، مطالبين بضرورة أن يكون الفرد ملما بالمرض وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه وتجنب التعرض لفيروسه الشرس. وأشاروا ل «عكاظ» في اطار مشاركة المملكة المجتمع الدولي في اليوم العالمي للايدز الذي يصادف اليوم «أن جميع الشعارات في مرض الإيدز تركز على أهمية تفعيل البرامج التوعوية، إلا أن الدراسات ألمحت إلى أن الكثير من المصابين في دول العالم تجنبوا العفة معرضين أنفسهم للفيروس من خلال العلاقات غير الشرعية رغم معرفتهم بخطورة المرض ومضاعفاته». فيروس شرس ورأى المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون البروفيسور توفيق أحمد خوجة، أن الجهود التوعوية التي تبذل في جانب مكافحة مرض الإيدز كبيرة وملموسة على مستوى دول الخليج، إلا أنها غير كافية لمواجهة المرض في ظل تهاون الكثير من الأفراد على المستوى العالمي بالفيروس الشرس المسبب للمرض. وأضاف «معدلات الإصابة بالعدوى بين السكان في دول مجلس التعاون الخليجي هي الأقل بين دول إقليم شرق المتوسط، وتتراوح ما بين 15 إلى 1.95 لكل مائة ألف نسمة، ولكن وجود عدد من العوامل غير المواتية والسلوكيات الخطرة توجب ضرورة الحاجة إلى وضع أولويات واتخاذ إجراءات لكبح حدوث وانتشار الوباء على نطاق واسع». وأرجع الدكتور خوجة مخاوف زيادة انتشار فيروس نقص المناعة في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى السلوكيات الخطرة لدى بعض شرائح السكان، انخفاض مستوى المعرفة العامة حول فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، زيادة استخدام المخدرات عن طريق الحقن، والعمالة الوافدة المصابة من البلدان الموبوءة. الإقليم الإفريقي ولفت خوجة إلى أن الإحصائيات الطبية بينت أن حوالى 33.4 مليون شخص يعيشون بفيروس العوز المناعي البشري في العالم، وأن 2.5 مليون شخص هم حديثو الإصابة، وأن 2.1 مليون قد توفوا جراء مرض نقص المناعة البشري المكتسب، ويظل الإقليم الإفريقي الأكثر تأثرا من حيث حجم الإصابة بالفيروس عالميا، حيث يستأثر ب 68 في المائة من إجمالي عدد الحالات. استراتيجية خليجية ونوه خوجة أن وزارات الصحة في دول مجلس التعاون اصدرت استراتيجية خليجية لمكافحة الإيدز تضمنت قرارات وتوصيات للحد من انتشار المرض، منها: إيقاف استيراد الدم من الخارج، المراقبة والفحص الطبي الشامل لكافة العاملين القادمين للعمل في دول المجلس ضمن برنامجها الكبير «فحص العمالة الوافدة»، تكثيف جهود التوعية عبر مرافقها المختلفة، تقوية الوازع الديني خصوصا بين الشباب، تنمية المفاهيم الأخلاقية للحياة، نشر الوعي الصحي بطرق الوقاية منه ومكافحته وتجنب عدواه، الإقلال من مدى تأثر المصابين بالعدوى من مضاعفات المرض، التخفيف من تأثير المرض على حياة المصابين بعدواه نفسيا واجتماعيا ورعايتهم طبيا، نفسيا، واجتماعيا، الدعوة لنبذ الوصم وعزلة المصابين، تيسير الحصول على الأدوية ومداومة استعمالها، المساعدة في تكثيف الأبحاث لاستحداث لقاحات أو علاجات فعالة للمرض، ضمان مأمونية نقل الدم ومشتقاته، وتطبيق الفحص المخبري لخلو العمالة الوافدة لدول المجلس من المرض. كما تم تيسير إجراء الفحص الطوعي بين الفئات المعرضة لخطر العدوى مع إلزام المقدمين على الزواج بإجراء اختبارات الإيدز، بالإضافة إلى الفحوص الأخرى للأمراض المنقولة جنسيا والأمراض الوراثية. برنامج للمكافحة خوجة أكد أن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وضع مبادرة مكافحة الإيدز كإحدى أولويات وزارات الصحة في الخليج، أسوة بما تم في مبادرة التخلص من مرض السل والحصبة، وتشكيل لجنة خليجية متخصصة ببرنامج مكافحة الإيدز تحت مظلة المكتب التنفيذي يناط بها وضع الاستراتيجيات وخطط العمل ومؤشرات المتابعة لتنفيذ تلك الخطط، وتنشيط برامج التوعية الصحية حول المرض مع التركيز على الشباب كأحد أهم الفئات المستهدفة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتشجيع البرامج التوعوية فيما يتعلق برفع الوصمة والتمييز ضد المعايشين لمرض الإيدز. يقلل المناعة وفي سياق متصل، أوضح استشاري مكافحة العدوى والتعقيم في صحة جدة الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني، أن الإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة والمعروف بالإيدز تحدث بعد التعرض للفيروس المسمى «HIV» والذي يؤثر على جهاز المناعة لجسم الإنسان ويضعفه ويقلل من قدرته على مقاومة الأمراض التي عادة ما يتمكن الشخص السليم من مقاومتها دون الحاجة لاستخدام أدوية، مشيرا إلى أن العدوى بالإيدز تحدث للإنسان دون أن تظهر عليه أعراض المرض لسنوات طويلة، وفي هذه المرحلة يهاجم فيها الفيروس المعروف باسم «HIV» جسم الإنسان ويبدأ بإتلاف جهاز المناعة مما يجعل المصاب عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة، ويبقى المصاب بالعدوى ناقلا لها مدى الحياة، حيث يستطيع نقل الفيروس إلى الآخرين حتى لو بدا سليما في الظاهر، وفي 99 في المائة من الحالات يمكن تأكيد إيجابية العدوى بالفيروس خلال ثلاثة أشهر من التعرض للعدوى. الوقاية عفة وألمح إلى أن مرض الإيدز يعتبر من أكثر الأمراض انتشارا على النطاق العالمي، وأن وعي المجتمعات حول طرق انتشاره وأساليب الوقاية منه يساعد في الحد من تزايد الإصابات، خصوصا أن الإيدز مرض لا يشتكي المصاب عادة به من أي أعراض أثناء فترة حضانة المرض والتي تستمر لعدة سنوات ولكن بعد مرور فترة الحضانة تبدأ الأعراض بالظهور، كالإحساس المستمر بالتعب، الإرهاق، وفقدان الشهية، ارتفاع في درجات الحرارة وتعرق ليلي، تضخم في الغدد الليمفاوية في الرقبة وتحت الإبطين، التهابات فطرية متكررة داخل الفم، وقد تظهر في حالات متقدمة أورام سرطانية كسرطان عنق الرحم والليمفوما. ملامسة المرضى الدكتور حلواني أكد أن مرض الإيدز لا ينتقل بالمصافحة والتحية أو التواصل الاجتماعي مع الأشخاص المصابين، ولا ينتقل الفيروس عند استعمال مراحيض الحمامات العامة واستعمال المرافق العامة مثل التلفونات العمومية وحمامات السباحة, ولاينتقل بواسطة لسع الحشرات او البعوض, كما لاينتقل عن طريق السعال او العطس او ملامسة عرق او دموع الشخص المصاب, واضافة الى ذلك لاينتقل عن طريق زيارة المستشفيات.