عبر عدد من المواطنين والمشاهدين عن أسفهم لبعض التجاوزات التي ظهرت في الدراما السعودية، التي تقدمها محطة MBC حالياً خلال ليالي شهر رمضان في أبرز عملين سعوديين وهم " كلنا عيال قرية " ، و " بيني وبينك " حيث ان هناك - طبقا للذين استطلعنا اراؤهم - بعض الالفاظ والعبارات والاشارات والايحاءات غير المناسبة، والتي تعبر عن خروج غير مناسب عن الخط التقليدي، الذي اعتاده المجتمع السعودي، وقالوا في شبه اجماع ان ما يقدم بهذه الصورة هو " تهريج في تهريج " أكثر من ممارسة للفن الراقي الذي يرتفع بذائقة المجتمع . قاموس الرصانة واعربوا عن دهشتهم من بعض الاشارات والكلمات الخارجية عن قاموس لغة الرصانة والرزانة التي عرف بها المجتمع المحلي، ورأوا ان ذلك انعطافة غير مقبولة للعمل الفني ايا كان، الى اتجاهات تسوق التهريج الذي يهبط بالذائقة الى دركات دنيا، حيث ان من مهام العمل الفني كما هو معروف هو تعضيد المفاهيم الاجتماعية، ومساندة القيم والتأكيد على بناء السلوكيات، خصوصاً لدى شرائح الشباب والاطفال والمراهقين، الذين يعدون اكثرية ملحوظة في عدد مشاهدي التلفاز اجمالاً، وفي مشاهدي الاعمال الرمضانية تحديداً . مطالبات المشاهدين وطالبوا بان تقوم قناة mbc بمراجعة بقية الحلقات القادمة، في العملين الدراميين المعروضين حالياً على القناة، وقت ما بعد الافطار الرمضاني " كلنا عيال قرية " و " بيني وبينك " وحذف كل مشاهد التهريج، وتلك التي تكون قريبة من ابتذال الالفاظ والايحاءات، والتي لا تنسجم مع الذائقة المحلية، ولا مع الاطر الاجتماعية المتعارف عليها لدى المشاهد السعودي، وراوا ان هذا المطلب مهم للغاية للوصول الى دراما تبني، ولا تهدم، والى اعمال فنية تسجل ارتقاء بالمهنة الفنية ذاتها، دونما انعطافات حتى ولو كانت قليلةأو خاطفة الى حيث ما هو غير مقبول . ضحالة الفكر ورأى المشاهدون الذين اخذنا اراؤهم ان ضحالة الفكرة في كلا العملين كانت واضحة ، حيث ذهب " بيني وبينك " الى تبني افكار اقرب ما تكون الى السذاجة، وبعضها خارج اطار البيئة المحلية، لا من حيث اللغة، ولا من حيث الصورة، و لا من حيث الافكار مثل تلك المشاهد التي تصور مجموعة من اللقطات الدرامية المتلبسة بالزي العسكري من مجتمع بعيد عن البيئة لغة وفكراً، دون وجود حتى فكرة واضحة، او " رسالة ثقافية " يمكن الافادة منها . غياب المحلي ولاحظ المشاهدون كما عبروا لنا غياب الاثر المحلي في " بيني وبينك " وكذلك غياب النقد الهادف للقضايا المحلية، من خلال المعالجات الدرامية، التي كان يمكن لها ان تستثمر عملاً فنياً كان ينتظره الناس، ويتم بثه في فترة ذهبية، ان يكون اكثر قدرة على تقديم معالجات اجتماعية توعوية في قوالب فنية، ذات حبكات مدروسة، وان تساهم في تقديم لوحات نقدية اجتماعية لبعض سلبيات المجتمع، وسلبيات بعض قطاعاته الأهلية والرسمية، لتكون إضافة فنية ذات قيمة . كوميديا هزلية وأعرب المشاهدون عن صدمتهم من التركيز الشديد والواسع على مجرد الكوميديا الهزلية في معظم اوقات هذين العملين، وكان الضحك هو الهدف الأول والمهم دون غيره من الاهداف، اضافة الى ان جميع من شارك في العملين كانوا تقريباً، يظهرون في صور مكررة وفي توجه واحد فقط وهو التلبيس بالكوميديا الهزلية فقط، مما أفقد العملين الكثير من الوهج الذي كان يتوقع الناس ان يكونا عليه .