تراجع الوضع الأمني بشكل سيء للغاية في العراق الثلاثاء، حيث انتشرت عمليات الاغتيال والقتل باستخدام الأسلحة النارية وكواتم الصوت بشكل واسع.ففي شرقي بغداد استخدم مسلحون مسدسات كاتمة للصوت لاغتيال أحمد حسن، أحد القياديين بالتيار الصدري وعضو المجلس البلدي في مدينة الصدر، وقد أطلقوا عليه النار من سيارة كانوا يستقلونها، وفي غرب بغداد قتل القيادي في مجموعات "الصحوات" السنية، ميثاق فالح، الذي كان يتولى مهامه في منطقة الرضوانية.وفي حي الغزالية بالعاصمة العراقية، انفجرت عبوة في أحد الشوارع العامة، ما أدى لجرح اثنين من المارة، وامتد العنف إلى مدينة الموصل الشمالية، حيث ألقى مسلحون مجهولون قنبلة يدوية على حاجز للجيش، ما تسبب بجرح ثلاثة جنود. ولم تدفع التوترات الأمنية إلى خفض مستوى الخلافات السياسية التي تعوق منذ مارس الماضي تشكيل الحكومة الجديدة، بعد الانتخابات التي حلت فيها قائمة "العراقية" بقيادة رئيس الوزراء السابق، أياد علاوي، في المركز الأول أمام قائمة "دولة القانون" التي يرأسها خلفه الحالي نوري المالكي، وهما المتنافسان الأساسيان على منصب الرئيس المقبل. وفي هذا السياق، أكد مستشار القائمة العراقية، هاني عاشور، أن كل ما قدمه ائتلاف دولة القانون خلال مفاوضاته مع القائمة العراقية "لم تتطابق مع رؤية القائمة العراقية،" معتبراً أن دولة القانون "تعتقد أنها تستطيع أن تكسب تنازلا من القائمة العراقية عن حقها الانتخابي الدستوري بوصفها القائمة الفائزة الأكبر من خلال التفاوض."وقال عاشور إن القائمة العراقية "متمسكة بعلاوي مرشحا لرئاسة الحكومة ولن تتنازل عن ذلك،" وأن ما تقدمه دولة القانون من عروض لمناصب أخرى "يمكنها أن تأخذها لنفسها، وتضمن مشاركة في الحكومة المقبلة كقائمة فائزة بالمرتبة الثانية، لان العراقية لن تتنازل للمالكي عن رئاسة الوزراء مطلقا."كما كان لعلاوي نفسه موقف من القضية، أدلى به من الكويت، التي كان يحضر فيها أحد المؤتمرات، فقال إن استحقاق تشكيل الحكومة العراقية "بات أمرا مهما،" مضيفاً أن الشعب العراقي "بحالة لا يحسد عليها." وأعرب علاوي، في تصريح للصحافيين نقلت تفاصيله وكالة الأنباء الكويتية أن الأممالمتحدة "ليس لديها القوة التنفيذية الكافية" لفرض تشكيل حكومة في العراق، مبينا أن تلك القوة التنفيذية تتمثل في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي جزم أنها لن تتدخل في هذا الأمر.وفي رده على سؤال عن تصريحات سابقة له في شأن عدم تدخل أمريكا ودول الجوار، بما فيها إيران، في تشكيل الحكومة العراقية قال: "سمعت ان ايران تضع خطوطا حمراء على البعض، وما ورد إلى مسامعنا أن إيران وضعت فيتو على اياد علاوي." يذكر أن قائمة علاوي كانت قد تصدرت الفائزين بالانتخابات النيابية الأخيرة، وذلك بفارق مقعدين عن قائمة المالكي، وتواجه جهود تأليف حكومة جديدة مصاعب جمة، سببها إصرار كل طرف على الفوز بمنصب الرئيس ونيل فرصة تشكيلها.