ركز رجال دين في العراق أمس على التحذير من نتائج التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومة، بعد وصول المفاوضات بين القوى السياسية الفائزة في الانتخابات الى طريق مسدودة. وكان الرئيس باراك أوباما دعا القادة العراقيين الى تحمل مسؤولياتهم وتشكيل الحكومة، مؤكداً أن الوقت حان لذلك. أمنياً تعرض قائد شرطة كركوك العميد برهان طيب لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة أمس ما أدى الى إصابته، ومقتل نجله وإصابة عدد من حراسه. وأعلن تنظيم «القاعدة» فرار أربعة من عناصره من معتقل «كروبر»، بعد نحو أسبوع من تسلم وزارة العدل العراقية للمعتقل من القوات الأميركية باحتفال رسمي. ولم يشر تنظيم القاعدة في بيان تداولته مواقع إلكترونية الى طريقة الفرار من المعتقل. وقال مصدر مطلع ل «الحياة» إن العملية التي تمت الأربعاء كانت بتدبير مسبق وفرار المعتقلين وهم «وزيرا المال والأمن» وأحد «القضاة» و «قائد ميداني» في تنظيم «دولة العراق الإسلامية» خرجوا من المعتقل عبر بوابة الرضوانية التي تشرف عليها القوات العراقية، مؤكداً عدم وجود أي دليل على عملية عبور أو اختراق لجدران المعتقل وأسواره. وكان التنظيم أعلن أمس مسؤوليته عن تفجيرين انتحارين في بلدتي الرضوانية غرب بغداد والقائم على الحدود العراقية السورية، خلفتا عشرات القتلى والجرحى معظمهم من عناصر الصحوة الأحد الماضي. ويعتقد أن تصاعد وتيرة الاضطراب الأمني مرتبط بالصراع السياسي الدائر في العراق منذ شهور لتشكيل الحكومة. وبدت لهجة السياسيين العراقيين أمس أقل تفاؤلاً بإمكان تسوية خلافاتهم، فيما جدد زعيم تيار الصدر مقتدى الصدر في مقابلة تلفزيونية رفضه تولي رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي ولاية جديدة، معتبراً أنه لا يحظى بتأييد أطراف مختلفة، واتفق معه في ذلك حليفه في «الائتلاف الوطني» زعيم «المجلس الإسلامي الأعلى» عمار الحكيم الذي لوح خلال لقاء أسبوعي مع أنصاره بتغيير تحالفاته، منتقداً ضمناً تمسك المالكي بمنصب رئاسة الحكومة. ويخشى في العراق أن يكون انسداد الأفق السياسي قد سلم مهمة تشكيل الحكومة الى أطراف خارجية. وأعلن أوباما الخميس أن «الوقت قد حان كي يتحمل القادة العراقيون مسؤولياتهم الدستورية ويشكلوا حكومة من دون تأخير»، على ما جاء في بيان للبيت الأبيض، بعد لقاء الرئيس الأميركي سفيره في بغداد كريستوفر هيل. وكان نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن هاتف الخميس زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي وزعيم «القائمة العراقية» اياد علاوي لحضهما على تشكيل حكومة تضم الجميع. وكانت تسريبات أشارت بالتزامن مع زيارة بايدن الأخيرة لبغداد الى وجود سيناريو أميركي لتقاسم علاوي والمالكي السلطة ويشمل ذلك رئاستي الجمهورية والوزراء والمناصب السيادية. لكن في مواجهة هذا السيناريو سناريوات إقليمية تتبناها إيران وسورية وتركيا ودول عربية. وكان ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي شدد على أن «التفاهمات عبر التدخل الخارجي ستترك آثاراً خطيرة في الوضع السياسي والعملية السياسية»، مضيفاً: «إذا كان الحل خارجياً فانه سيعطي المجال لهذه الدول للتدخل مستقبلاً في صنع القرار السياسي العراقي وهذا سيخل بالسيادة». وأكد أن «هذه الدول الإقليمية لا تفكر إلا بمصالحها وقراراتها نابعة من مصالحها»، مطالباً السياسيين ب «عدم فتح المجال لهذه التدخلات».