بينما وأنا منهمك في الكتابة سمعت صوتها واذا به نبرة حزن قائلة لي بابا .. بابا شفت كيف لي صديقة في المدرسة وهي يا بابا الأولى لدي كصديقة في المدرسة وهي أول ما دخلت الفصل وهي الصديقة الأولى لدي ورغم إنني يا بابا اعطيها من المصروف وبعض الاحيان أبديها على نفسي ولكن .. قالت لي روحي: حيث وصفتها بصفة ترتبط بلون البشرة لا أدري لماذا وأنا أحبها من قلبي شفت كيف يا بابا هكذا جاءتني وهي تبث شكواها وحزنها اليّ وكأنها تؤيد أن تقول لي لماذا هذه الكلمة .. إبنتي "حلى" هي بالصف الاول الابتدائي اكان لأنها حساسة وبدرجة غير عادية .. اكان التأثر لأنها جاءت الكلمة من أعز ما تملك في الوجود ولأنها أحبتها من قلبها .. لا أدري " وخلقنا الأنسان في كبد/ وخلق الإنسان ضعيفا" فالضعف يندرج تحته " 1000" معنى وكذلك معنى كلمة "الكبد" كذلك فإلى آخر لحظة من عمر الانسان وهو في تجارب وتجريح وآلام مستمرة.. إذن طفلة بهذا السن تتجرع أول مرارة وبهذا السن قد تكون جرعه مضاد لما سيأتي لها شبيه ذلك .. أقول لها ردي عليها بما فيها من عيب .. أم قولي لها هذه خلقة الله فقد خلقتني هكذا أم أقول لها تجاهليها وتغافلي عمّا قالت وإن ما قيل لها وبالتالي يكون لديها معانها وتفرغ مالديها بأن تقول لغيرها فيك هكذا .. وهكذا.. وبإعتقادي إن معظم الصدمات وما يعانيه بعض الناس هو أنكل واحد منهم مصدوم من الآخر وبالتالي يفرغ مابه في غيره وهذا ليس الكل إلا من رحم الله إذن فالانسان كلما كبر ينضج ليس بسبب كبر سنه العددي لا إنما متعلق بما يلاقيه بهذه الدنيا.. والنضج هنا هو المضي قدما في التشبّع من الطبائع والأخلاق ومعرفة بواطن الأمور وكل صدمة تكون له قوة وعون للصدمات الأخرى وهذا المقولة التي تقول: " احبب حبيك هونا ما فعسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما فعسى ان يكون حبيبك يوما ما " إذن لا تتأمل الأمل كله ولا الحب كله لمن لاقيت .. توقع الأسوأ قبل السيئ حتى لا تنصدم وتتعثر حياتك والأهم أن لا يكون منك الغدر أو الخذلان والدنيا صغيرة فسوف تجد من فعلت به ما فعلت مادمت أنت وهو أحياء فالصبر والمصابرة قبل وبعد كل شيء والتغافل وافهمي واستفيدي يا إبنتي من كل موقف واستنتجي منه من الحكم ومن فهم طبائع الناس واخلاقهم واجعلي قافلتك تسير لا تجعلي شيء يوقفك مهما كانت قوة الصدمات فسوف ترين وتسمعين الكثير والكثير ورضا الناس غاية لا تدرك وأن كنتِ في قمة الطيبة فسوف تجدين النقد إذ سوف توصفين بالغباء أو البلاهة فما بالك إن كنتِ عكس ذلك إذن كوني على ثقة دائمة ومتصلة بالله فهو يمدك بثقتي بنفسك واجعلي حبك للكل بصدق وإخلاص دون الانتظار للرد وابشري بالخير وللمرة الألف. زايد صالح العسل جدة