د.خيري مصطفى وأ.د. طارق الزبيدى .. يجب أن ينظر إلى الدواء على أنه ضرورة ملحة ليست كوجبة طعام سريع يمكن تغييرها حسب المزاج .فالدواء منتج لا يخضع للعرض والطلب والأهواء والمضاربات لأن له خصائص ينفرد بها عما سواه من باقي السلع الأخرى ومنها أنه سلعة لايمكن لمن يحتاجها الأستغناء عنها. ويعرف القانون الأمريكي الأدوية المغشوشة بأنها تلك المواد التي تباع تحت مسميات غير مرخص بها من قبل السلطات المختصة المخولة لذلك. والغش قد يتضمن المنتوجات التجارية حيث مصدرها (ماهيتها) مموهة بطريقة تبدو لناظرها أنها أصلية .والمنتج المغشوش قد تتضمن منتجات بدون المكونات الدوائية الفعالة أو بكميات غير كافية منها أو كميات أكثر من المطلوب منها أو بأغلفة مزورة. غش الأدوية يمثل كارثة عالمية فهو شائع في كثير من بلدان العالم ويمكن تشبيه ذلك بالثلاجات الطافية على سطح البحر التي لايعرف مدى عمقها. وذلك للأسباب الآتية: من الصعوبة بمكان أن يكتشف أو ان يتحرى عنه أو معرفة مدى إنتشاره بسهولة. لذلك يمكن القول أنه يصعب أن نعرفه أو حتى معرفة الحقيقة كاملة عن سعة إنتشاره فهى تبدو لنا احيانا مثل النار في الهشيم.أو مثل الثلاجات البحرية تشاهد الجزء العائم ولا تلاحظ الغاطس منها.و غش الأدوية موجود على نطاق العالم ولكنه أكثر إنتشارا في الأقطار النامية. وتقدر منظمة الصحة العالمية ان مقدار إنتشار الآدوية المغشوشة يتراوح بين إقل من 1% في البلدان المتطورة و إلى أكثر من 30% في بعض البلدان النامية. وحذر خبراء دوليون مستهلكي الأدوية المصنعة عالميا من أن كميات ضخمة من الأدوية المزيفة والمغشوشة في مكوناتها تغرق أسواق العالم، بما في ذلك المنتجة من دول شرق آسيوية، والمصدرة عبر شركات أوروبية. وعلى جميع المعنيين بالصحة أن يكون على إلمام بالأدوية الأكثر تعرضا للغش الدوائي . كمايستطيع مستهلك الدواء حماية نفسه من الأدوية المغشوشة بشراء الأدوية من الصيدليات المجازة من الدولة فقط. وعلى متناولي الأدوية أن يكونوا حذرين عند تفحص أدويتهم وذلك بالتمعن في الدواء لملاحظة التغير في الغلاف -أوقد يكون مفتوحا-أو تغيرا في مظهره- أو تغيرا في طعمه و ظهور أعراض جانية غير متوقعة عند تناوله. وأي دواء غير مسجل في وزارة الصحة وغير مسعر بتسعيرة محددة هو دواء مجهول التركيب وربما يكون مغشوشاً بنسبة كبيرة .والادوية المغشوشة مشكلة عالمية ولا توجد معلومات دقيقة حول حجم سوق الأدوية المغشوشة والمقلدة ، ولكن تزيد نسبتها في الدول الفقيرة حيث تصل في افريقيا مثلاً إلى نحو 50% من إجمالي سوق الدواء هناك. وإذا كانت الأدوية المغشوشة تجتاح الاسواق هنا وهناك فقد أصبح بإمكان كاميرا الجوال أن تفرق بين الجيد والمزيف من الادوية, والفكرة كما يوضحها الدكتور علي ابراهيم الأمين العام لإتحاد الأطباء العرب انه نتيجة لعشر سنوات من الجهد المتواصل توصل العلماء والباحثون باتحاد الصيادلة العرب إلى اختراع وصفة تتمثل في وضع باركود جديد وملون على المنتج الدوائي من خلال علامة يستحيل تزييفها وتتجاوب مع كاميرا الجوال .وأشار د. علي إلى أن حجم الخسائر العالمية بسبب غش الأدوية بلغ60 بليون دولار في عام 2008 فقط.