اختتمت أمس بمقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة اجتماعات الدورة الأربعين للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي . وفي بداية الجلسة الختامية التي رأسها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس المجلس ، تلي البيان الختامي للدورة الذي أوضح أن المجلس اطلع على التقرير المقدم من الأمانة العامة للرابطة عن الإجراءات التي اتخذتها الرابطة لتنفيذ قرارات وتوصيات الدورة الماضية، ومناشط إدارات ومكاتب الرابطة ومراكزها في الخارج والهيئات التابعة لها، ووفود الرابطة لمختلف دول العالم، والجهود المبذولة في مجالات الحوار، وأعمال الحج، ومكافحة الحملات العدائية تجاه الإسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم . وأكد البيان أن قضية فلسطين هي قضية المسلمين جميعاً ولا يمكن التفريط فيها بأي حال من الأحوال، داعيا الفلسطينيين لإنهاء الخلافات القائمة بينهم لتفويت الفرصة على أعدائهم . وأعرب عن قلقه تجاه الأوضاع المتردية في قطاع غزة بسبب استمرار الحصار الظالم، ودعا المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف اعتداءاتها الصارخة وإنهاء حصارها للقطاع وفتح المعابر ، كما دعا الدول الإسلامية والهيئات العاملة في مجال الإغاثة إلى تقديم المزيد من المساعدات للشعب الفلسطيني. وعن الوضع في العراق دعا المجلس جميع فئات الشعب العراقي إلى نبذ الفرقة والاختلاف، والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في بلادهم. وفي الشأن الصومالي دعا الفصائل المسلمة فيه إلى الاحتكام إلى الشرع الإسلامي وإنهاء النزاع والعمل يداً واحدة على وحدة الصف وجمع الكلمة ليعم الأمن والطمأنينة ربوع بلادهم. وفي قضية قبرص أكد المجلس على قراراته السابقة التي تطالب بوضع حد للعزلة المفروضة على القبارصة الأتراك، داعيا الدول الإسلامية إلى توثيق علاقاتها مع حكومة قبرص التركية الشمالية. كما نظر المجلس في القضية الكشميرية، داعيا المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارات الأممالمتحدة بشأنها. واستعرض المجلس الوضع في جنوب الفلبين وطالب بتنفيذ الاتفاق الذي تم توقيعه عام 1996م وتمكين المسلمين من ممارسة حقوقهم الدينية والوطنية وإحلال السلام في جنوب البلاد، وناشد المجلس الهيئات الإغاثية والمؤسسات التعليمية بالاهتمام بشؤون المسلمين الفلبينيين وتقديم المساعدات الإنسانية وزيادة المنح الدراسية لأبنائهم حفاظاً على هويتهم الإسلامية. وفي شأن الوضع في أفغانستان دعا المجلس الأفغان إلى تقوى الله سبحانه وتعالى والاحتكام إلى شرعه، وحل الخلافات بما يؤدي إلى الاستقرار وتفويت الفرصة على أعداء الإسلام. ونظر المجلس في أحوال المسلمين في تركستان الشرقية، مؤكدا أهمية تحقيق الأمن والاستقرار للمسلمين وأدائهم شعائرهم الدينية بكل حرية، ورفع أي معاناة يواجهونها. ومن أجل بذل المزيد من الجهود في أنحاء العالم خدمة للإسلام والمسلمين وافق المجلس على إنشاء هيئات تابعة للرابطة، وهي الهيئة العالمية للأطباء عبر القارات والهيئة العالمية للتنمية البشرية والهيئة الإسلامية العالمية للمحامين. وتقدم المجلس التنفيذي بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على رعايتهم لكل عمل يخدم الإسلام والمسلمين، وعلى دعمهم لرابطة العالم الإسلامي مما مكنها من القيام بواجباتها لخدمة دين الله في أصقاع المعمورة.